الأحد، 4 نوفمبر 2018

أحزان للتأمل بقلم حيدر الزيدي

أحزان للتأمل
-----------------
واحتراقي مثل اصفرار البنفسج
أجراس اشجاني تقرع شحيح نور
هبوب كآبة كل عام...
فمي مقيد بالف فاقة والف وسور..
ماكانت الاغصان حبلى بالحميم
الا لتحجب الغزلان عن جيتار الجنوب..
ولا كانت الارانب ترغي الندم..
الا لامساك العشق في تلك القبور
أنني ايّها النهر أقطف زهو انيني
و حطيم الصبا المعصوب...
كي تموت الجوريات دامعة العطور
انني ايها الغاب المفدوح العصافير
انشق جدول مضرج الغناء
تتوجع غصاتي ،
حنائها أكوار الزهور
لم يعد ذلك الشباك لبلابه مسدول
كي تتسلل نبرة الشمس...
ويشايع بؤس الطفولة عازفات الحبور
هناك الظلام يعوي يرتاد الشتاء
غمّاء عتيق من اقصى القرى..
نمضي عاشقان جمّ المستحيل على كتفيهما
احزان الاصيل تهزّ ذراعيهما
يتأملان الحدّاد كالموتى الحضور..
أترين أتعقب اشجار المصيف الذبيحة
اتصدى لريح الشقاء
وحدي بلا ميلاد ازحف للنبع الحطيم
زورقي خدك المعطار ورماد بخور
قفار مقلتاك المتعبات نجوم غريقة
ومجرى الوجد تحدب كانفاس الحمام
حتى نلتقي على أيكة السلام
تغسل أرجوان الطفولة
أرملة الخريف بالدمع الوفير ...
وراء استار المغيب هدهدات
وجداول سود أذاب ريشها
أحتدام الحجر وعراء تين..
حمامة تلجم هديلها ووشاح دم
يغطي بالازهار بكاء عصفور
هرمت زغاريد البلابل..
في وحشة البرد تعالى صراخ الرحيل
سقط وجهك كالقمح في ذهول خطير
ومضيت كهلا جودي زرقة عينيك
وفرسي ليل حزنك الشّفاف
أحترق قمر الشمال...
تسقاط فجر الشموع
كسرب سنونوات تحت الظلماء اسير..
------------------------------
حيدر الزيدي

النجف الاشرف 25ايلول 2018
اللوحة التشكيلية .. للفنان العالمي العراقي صلاح حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.