الأحد، 25 نوفمبر 2018

النداهة بقلم مجدى متولى إبراهيم

النداهة
إنتزعتنى صرختها .. يلى بعضها البعض .. تخترق أذنى , وأنا أتحسس طريقى للمنزل , اندفعت غير مبال الحفر الكثيرة ، والمياه الراكدة من تسرب الصرف الصحى , أنتشل قدمى من الأرض .. عيناى تحدقان هنا وهناك بين ظلام دامس وأطلال خلفتها الطبيعة ، أشعر بها كأنها تجرى خلفى وأمامى تخترق الأشياء دون مبالاة لا أستطيع أن أتبين ملامحها أو حتى لون ملابسها ، وسط أكوام الرمال المتزايدة على الأرض , كأن هواء يلفحنى على وجهى وأناأتصبب عرقا ، أشعر بالقشعريرة تسرى بجسدى كله تملكنى الخوف والريبة باتت تسيطر على أفكارى وهواجسى تنأدينى كل حين وحين . لا أحد يعبر الطريق أو يسلكه سواى، أسمع أصواتاً أخرى دونها تزيدنى خوفا ورعباً ، الليل يخيم بأجنحته السوداء يحجب العالم بين طياته .. المناخ اليوم شديد البرودة ليلاً .. أنا لاأشعر بالبرد إنما جسدى كله يتصبب عرقاً من أول جبهتى حتى أناملى ، أشعر بها وأنا ألهث للأمام وكأن عشرات الأقدام تلهث خلفى ، المسافة بيننا تضيق , لم يعد بينى وبينها الا خطوات , مجرد خطوات , أسمع أنفاسها وصدى صرختها ما زالت تسرى بأذنى , أعدو بين الحفر تارة والرمال تارة أخرى , ازدادت خطوتى , وازداد الطريق اتساعا حتى أحسست أنى أطير على الأرض , رأيت بصيصا من نور آت من بعيد , قدماى لا أشعر بهما من الألم , دقات قلبى تزداد رويداً رويداً ، مع أنفاسى المتقطعة , وأتتنى الشجاعة نظرت خلفى خلسة , زاغ بصرى هناك حيث الصوت , الظلام موحش والمرتفعات الرملية ، وبعض بقايا الهدم تصنع أشباحا , كانت يداها تمتدان بإمتداد خيوط الليل الأسود , بدأت الركض ولم أتوقف . كنت أتجه صوب المنزل , بينما صرختها تنادى يلى بعضها البعض ... 
مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.