السبت، 24 نوفمبر 2018

مـسـيـرة الـعـودة بقلم الشاعر سعيدي عبد الحكيم


- مـسـيـرة الـعـودة :
أَنَـا رَاجِـعٌ إِلَـيْـكَ لِـنَـبْـضِـكَ رَاجِـعٌ لِـلـقَـلْـبِ لِـسُـمُـوِّ الـهَـدَفِ الـنَّـبِـيـل لِـلـغَـايَـةِ الـشَّـمَـاءْ لَـبَّـيْـكَ وَ نَـحْـنُ الـفِـدَاءْ لَـبَّـيْـكَ يَـارَبَّ الـكَـعْـبَـةِ وَ الـبَـيْـتْ لَـبَّـيْـكَ وَ نَـحْـنُ فِـدَاكَ يَـارَبَّ الأَقْـصَـى وَ الـمَـقْـدِسِ إِلَـى يَـوْمِ الـدَّيْـنِ إِلَـى يَـوْمِ الـعَـرْضْ إِلَـى يَـوْمِ الـفَـنَـاءْ بِـالـرُّغْـمِ عَـنْـكُـمْ مِـنْ فُـوْقِ أُنُـوفِـنَـا فِـي وَسَـطِ عُـيُـونِـنَـا مِـنْ بَـيْـنِ مَـعَـاصِـمِ أَيْـدِيـنَـا مِـنْ تَـحْـتِ الأَرْضْ فِـي جَـوْفِـي يَـعْـتَـصِـرُ الـغَـضَـبْ فِـي الـبَـعْـثِ الـمُـرْعِـبْ لَـنْ نَـكُـونَ إِلاَّ هُـنَـاكْ إلاَّ فَـدَاكْ يَـا وَطَـنِـي فَـهُـنَـاكَ صَـوْتٌ وَاحِـدٌ يَـهْـمِـسُ لَـنَـا مِـنْ بَـيْـنِ كُـلِّ الأَصْـوَاتْ إِنَّـهُ صَـوْتُ الـقُـدْسِ الـسَّـاكِـنِ فِـيـنَـا فَـأَنَـا رَاجِـعٌ مِـنْ عَـهْـدِكَ مِـنْ صَـبْـرِ الـعُـقُـودْ مِـنْ عَـهْـدِ الـصُّـمُـودْ مِـنْ بَـابِ الـعَـوْدَةِ وَ الـرُّجُـوعْ أَنَـا رَاجِـعٌ إَلـيْـكَ يَا وَطَـنِـي يَـا وَطَـنًـا يَـنْـزِفُ فِـي دَمْـعِ الـجِـرَاحْ فِـي أْجْـسَـادِ الـبُـؤَسَـاءِ فِـي قَـامَـاتِ الـمَـسَـاكِـيـنْ وَ قُـلُـوُبِ الـمَـظْـلُـومِـيـنْ فِـي جُـثَـثِ الـشُّـهَـدَاءْ فِــي وُجُـوهِ الـقَـتْـلَـى فِـي أَرْواحٍ تُـزْهَـقُ فِـي دِمَـاءٍ تُـرَاقْ فِـي عَـبَـثٍ يَـحّـصُـلْ قُـبَـالَـةَ حَـائِـطِ الـبُـرَاقْ فِـي آخِـرِ الـعُـنْـقُـودْ فِـي قِـلاَدَةِ الـنَّـصْـرِ وَ الأَفْـرَاحْ سَـأَعُـودُ إِلَـيْـكِ يَـا بَـلَـدِي وَ أرْضِـي وَ سَـمَـائِـي وَ بَـحْـرِي وَ شَـرَفِـي وَ عِـرْضِـي مِـنْ فَـوْقِـي وَ تَـحْـتِـي يَـاقِـمَّـةَ الـمَـجْـدِ مَـنْ قَـدَمِـي إِلَـى رَأْسِـي أَنَـا رَاجِـعٌ يَـا قُـدْسْ أَنَـا رَاجِـعٌ لَـكِ يَـادَارْ بِـمِـفْـتَـاحِ الـبَـابِ لِـلأَهْـلِ سَـأَعُـودُ لَـكِ يَـا بَـيْـتِـي يَـا سَـكَـنِــــي يَـأَرضَ جَـدَّي وَ دَارَ أَبِـي رَاجِـعٌ إِلَـيْـكِ يَـا مَـهْـدِي وَ لَـحْـدِي وَ حُـضْـنَ الـصِّـغَـرِ وَ أُمَّ الـوَلَـدِ رَاجِـعٌ مِـنْ بُـعْـدِي وَ سِـنِـيـنِـي مِـنْ أَلَـمِـي وَ حَـنِـيـنِـي مِـنْ صَـوْبِ الـتِّـيـنَـةِ وَ الـزَّيْـتُـونَـةِ مِـنْ عُـصَـارَةِ اَلْـمُـرِ وَ آلْـلـيِّـمُـونَـةَ رَاجِـعٌ لَـكِ يَـا سَـيِّـدَةَ الأَرْضِ سَـيِّـدَتِـي فِـلِـسْـطِـيـنْ سَـيِّـدَةُ الـرُّوحِ وَ الـقَـلْـبِ سَـيِّـدَةُ الـشَّـرَفِ وَ الْـعِـرْضِ سَـيِّـدَتِـي أَنَـا وَ هَـذَا وَ ذَاكْ وَ سَـيِّـدَةُ الْـجَـمِـيـعْ يَـا سَـيِّـدَةَ الـشَّـمْـسِ وَ الـقَـمَـرِ وَ الـنَّـجْـمِ وَ الـلَّـيْـلِ وَ سَـيِّـدَةَ الـبَـحْـرِ وَ الـسَّـمَـاءْ وَ الْمُـلْـكِ وَ الـكَـوْنْ أَيَّـتُـهَـا الـسَـيَّـدَةُ الـمُـغْـتَـالَـةُ الـشَّـهِـيـدَةْ يَـا كَـوْكَـبَـةَ فَـخْـرِالـسَيِّدَاتْ يَـا حِـكَـايـةَ الـعِـشْـقِ وَ الـشَّـوْقْ مِـنْ بَـدْءِ الـتَّـكْـوِيـنِ إِلَـى آخِـرِ الـمُـنْـتَـهَـى سَـيَّـدَتِـي أَنْـتِ مِـنْ هُـنَـا إِلَـى هُـنَـاكَ مِـنَ الـشَّـرْقِ إِلَـى الْـغَـرْبِ سَـتَـعُـودِيـنَ مِـنْ قُـطْـبِ الـثَّـلْـجْ مِـنْ شَـمَـالِـهِ إِلَـى جَـنُـوبِـهِ وَ سَـتَـرْجِـعِـيـنَ مِـنْ أرْضِ الإِسْـراَءِ وَ الـمِـعْـرَاجْ مِـن أَرْضِ الْـعَـرَبْ بِـالَـلَّـحْـنِ الْـحَـزِيـنْ مِـنْ صُـخُـورِ الـنَّـدَمْ مِـنْ حُـصُـونِ كِـسْـرى مِـنْ قِـلاَع الـهَـلاَكْ مِـنْ أَرْضِ بَـابِـلَ وَ الْـعِـرَاقْ مِـنْ صَـنْـعَـاءْ الـيَـمِـنْ مِـنْ قُـصُـورِ الـطِـيـنَ مِـنْ أَرْضِ الْـهِـنْـدَ وَ الـصِّـيـنْ مِـنْ عِـطْـرِ دِمَـشْـقَ وَ شَـامِ الـيَـاسَـمِـيـن مِـنْ الـبَـتْـرَاءْ الـهَـاشِـمِـيـةَ مِـنْ نَـهْـرِ الـنَّـيـلْ مِـنْ رِمَـالِ الـزَّنْـتَـانَ مِـنْ خَـضْـرَاءِ قَـرْطَـاجْ مِـنْ قَـصْـرِ الـحَـمْـرَاءْ مِـنْ الأَوْرَاسِ الأَشَّـمْ مِـنْ أَمْـجَـادِ الـجَـزِيَـرَةِ مِـنْ فُـرْسَـانِ فَـاسْ مِـنْ كُـلِّ الأَجْـنَـاسْ مِـنْ كُـلِّ حَـدْبٍ وَ فَـجٍّ بِـالـسَّـعَـفِ وَ الـعُـرْجُـونْ بِـالـنَّـبْـلِ وَ الـرُّمْـحْ وَ الـرِّيـشَـةِ وَ الـعُـودْ بِـالـدَّمِ وَ الْـحَـرِيـرْ سَـيَـكُـونُ الـتَّـحْـرِيـرْ بِـدَيْـنٍ مَـكْـنُـونْ فِـي كَـفَـنٍ مَـكِـيـنْ بِـكِـفَـاحِ مَـتِـيـنْ بِـالـوَعْـدِ الـمَـكْـتُـوبْ سَـيُـرَتَّـل الـتّـفـصِـيـلْ بِـالْـحُـرِّ الأصِـيـلْ يَـأُمَّ الـكِـتَـابْ يَـأَرْضَ الْـحُـبِّ وَ الـجِـهَـادْ وَ الإِسْـلاَمِ وَ الـسَّـلاَمْ يَـا صُـرَاخَ الْـمَـيْـدَانَ يَـا سَـاحَـةَ الـغَـضَـبْ يَـا مَـسْـرَحَ الـلَّـهَـبْ فِـي الْـقَـدِّ قَـامَ الْـمُـنْـتَـصِـبْ وَهَـجٌ فِـي الـرُّكْـــحِ الـمُـصْـطَـخِـبْ سَـيْـفٌ مُـشْـتَـعِـلَ فِـي الـقَـلْـبِ جَـمْـرٌ وَ فِـي الْـيَـدَّ حَـجَـرْ فِـي الـرُّوحِ ثَـوْرَةٌ تَـنْـتَـفِـضْ نَـارٌ عَـضَـبٌ وَ لَـهَـبْ وَ قُـنْـبُـلَـةٌ فِـي صَـدْرِ الـغَـدْرِ وَ نَـعْـشِ الـعَـدُوِّ تَـنْـفَـجِـرْ لَـنْ تَـكُـونِـي لِـمَـنْ هَـبَّ وَ دَبْ بِـالْـقَـدَرِ سَـأَرْجُـمُـكَ بِـالْـقَـدَرِ سَـأَلْـعَـنُـكَ بِـالْـقَـدَرِ سَـأَطْـعَـنُـكَ بِـالـدُّعَـاءِ سَـأَرْشُـقُـكَ بِـتَـلاَوِةِ الـصَّـلـوَاتْ فِـي الـرَّكَـعَـاتِ وَ الـسُّـجُـودْ سَـأَرَاكَ مُـنْـهَـارًا وَ بِـأُمِّ عَـيْـنِـي سَـأَنْـظُـرُكَ بِـتَـعْـوِيـذَةِ الـسَّـخَـطِ سَـأَهْـزِمُـكَ يَـا مُـعْـتـكِـفًـا فِـي عِـنَـاقِ مِـحْـرَابِ الْـمَـقْـدِسِ فِـي بَـيْـتِ الأَقْـصَـى فِـي قِـبْـلَـةِ الـرَّحْـمَـانْ يَـا مُـعْـتَـصِـمًـا بِـآيَـاتِ الـقُـرْآنْ يَـتْـلـوُ سَـيِّـدَ الـكَـلاَمْ عَـلَى قَـصِـيـدَةٍ تَـبْـكِـي وَ تَـتَـلَـعْـثَـمْ خَـلْـفَ قُـضْـبَـانِ الـظَّـلاَم تَـرْتـجِـفُ وَ تَـجْـثُـمْ فَـوْقَ كُـثْـبَـانِ الأَحَـلاَمْ تَـحْـلُـمُ بِـالْـحَـرِيـرْ فِـي زغَـــبِ الـرِّيـشْ تَـبْـحَـثُ فِـي كُـلِّ الـعُـيـونْ عَـنْ قَـرَارٍ أَخِـيـرْ عَـنْ كَـنْـزٍ مُـخَـبَـىءٍ فِـي حُـبٍّ كَـبِـيـرْ عَـنْ الْـوَطَـنِ الـسَّـجِـيـنْ عَـنْ مِـسْـكِـيـنٍ أَسِـيـرْ عَـنْ قَـاصِـرٍ وَ ضَـرِيـرَ عَـنْ شَـيْـخٍ يُـقِـيـمُ فِـي الـمُـخَـيـمَّ كَـالأَجِـيـرْ عَـنْ أَرْمـلَـةٍ تَـبْـكِـي بِـصَـمْـتٍ وَ أَنِـيـنْ عَـنْ طِـفْـلٍ يَـتِـيـمْ عَـنْ رَضِـيـــعٍ قَـتِـيـلَ عَـنْ دَمْـعٍ حَـزِيـنْ عَـنْ عُـوْدَةٍ ذَرَفْـتُ الـدُمُـوعَ مَـعَـهَـا وَ كَـمَـا نَـزَلَـتْ دُمُـوعِـي فِـيـهَـا سَـوْفَ تَـسْـقُـطُ دُمُـوعُـكَ عِـنْـدَ الـرُّجُـوعِ إِلَـيْـهَـا فَـاهْـدَئِـي يَـا عَـوَطِـفِـي يَـا أَعَـاصِـيـرَ الـمِـحـنْ وَ أَخْـمُـدِي فَـي عَـوَاصِـفِ هَـذَيَـانِـي وَ تَـصَـاعَـدِي مَـــعَ ثَــوَرَانِـي فِـي صَــدْعِ زِلْـزَالِـي أَسْـأَلُـكِ الإِنْـتِـظَـارَ أَوْ أَسْـتَـأَذِنُـكِ الـرَّحِـيـلَ أَوْ أَسْـتَـوْدِعُـكِ الْـقَـوْلَ بِـالْـوَدَاعِ فِـي زْوْبَـعَـةِ الـرُّجُـوعِ فَـي حِـمَـمِ بَـرَاكِـيـنَ الأَلَـمْ . 
بقلم الشاعر سعيدي عبد الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.