بن سلمان والجزية في مؤتمر الإستعمار ،، بقلم صدي البطل: أيمن فايد
بالرغم من وصلات الحب والهيام والمديح والثناء التي جاءت علي لسان محمد بن سلمان لتركيا وقطر والجزيرة ورجب طيب أردوغان وإخراجه من محور الشر اليوم في مؤتمر الإستثمار إلا أن هذه المناورة تبقي عملا ( تكتيكيا ) فرعيا حتي وإن خسرت فيه المملكة الكثير من المال الذاهب هنا وهناك، وإن حلت ببعضة - مائة مليار دولار - الأزمة الإقتصادية التركية إلا أن الخاسر الأكبر في هذه العملية سياسيا, وإقتصاديا, ومعنويا, والمخصوم من هيبته وسمعته هو السيسي ونظامه .. ولا أريد من الحمقي والمنافقين أصحاب الهوي والعهر السياسي ودعارة الرؤس الذين كانوا منذ ساعات قليلة - قبل إعتذار محمد بن سلمان - أن ينسوا أو يتناسوا مواقفهم ويزايدون علي أو يشيرون إلي بأصابع الإتهام وبقلوبهم المريضة مستخدمين في ذلك نظرية ( قلب معدلات القوي وتحويل الأنظار ) بعد أن يعوجون ألسنتهم قائلين: تري إنتبه أنت لا تبغي الصلح بين المسلمين .. والله لو أن المحاكمة العادلة التي تعهد بها ولي العهد السعودي إستثنت احدا حتي لو كان هو وهو ليس ببعيد فالحق أحق أن يتبع فهو ليس بأعز من إبنة الرسول فاطمة الزهراء الطاهرة المطهرة التي قال فيها عليه الصلاة والسلم ( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وأيضا وبالذات وفي المقام الأول الإعلاميين والصحفيين والكتاب ورجال الدين الذين ظهر كذبهم في هذه الأزمة نعم إن لم يحاكموا فقدت هذه المحاكمة معناها عند الشعوب وما أدراك ما الشعوب وغضبة الشعوب التي أصبحت قاب قوسين أو أدني في أن تحدث لأنها أي الشعوب أصبحت رقما صعبا في معادلة الصراع حيث أنها في المواجهة مع الأمريكان بعد أن سقطت عمالقة الوهم ( الأنظمة والمعارضة ) وبعد أن دفعت الشعوب ثمن الصراع مقدما فليس لديها ما تخسره، وبعد أن أصبحت تسأل وتبحث بجد وإجتهاد عن الدواء الذي سيشفيها من مرضها العضال المتمثل في ثلاثية نقاط ضعفها المطلق:-
١- غياب المشروع. ٢- غياب القيادة. ٣- غياب الإعلام الشعبي.
إن من مظاهر قوة الشعوب الٱن أن أعدائها الأمريكان كانوا منذ قليل يأمرون أراذل الشعوب الأنظمة والمعاضة فيفعلون أما الٱن فأصبحوا يحتاجون إلي مبرر وذريعة كما حدث في التمثيلية الأزمة التي نعيشها الٱن.
كنت قد ذكرت في بداية هذه الأزمة عدة نقاط والتي تعمدت ألا أكتب فيها إلا بوستين وعدة تعليقات برغم من أن الكثيرين طلبوا منى أن اكتب فيها نعم: ساعتها قلت أن محمد بن سلمان سينصب ملكا في غير مملكة وستدفع مصر الفاتورة.. وقلت أن الحرب العالمية الثالثة وقعت علي العرب والمسلمين في ٢٠١١ وكانت متمثلة في ( الربيع العبري ) علي تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن، ولأننا في ظل الفوضي الخلاقة وهندسة الخراب المتقن الذي لا يحكمها إلا المنطق الغائم، أو المنطق المشوش حيث النتيجة وقعت أولا وهي الثورات المزيفة. والمقدمات الخاصة بها أي السبب أو الذريعة كانت بعد ذلك في جريمة جمال خاشقجي، وذلك حتي يتثني للأمريكان وقوي الإحتلال أن يقطفوا ثمار تلك الحرب العالمية الثالثة لأنه بدون تلك المقدمات لن يكتمل "قانون العلية" المتمثل في صورته التقليدية المثير والإستجابة أو السبب والنتيجة ولكن هذه الصورة التقليدية في معادلة الفيلسوف ( بن رشد ) قد دخلت متحف الحفريات فقد أصبحت لها صورتين أخرتين فمثلا: ممكن أن أعطيك نتيجة أولا تعمل عليها عشر سنوات وتبذل فيها الجهد والوقت والمال فيكون العلاج بالقطع خطأ والعكس صحيح ممكن أعطيك مقدمات تعمل عليها بحسب أنها نتيجة .. وهناك صورة ثالثة أخري: وهي أن أعطيك المقدمات والنتائج في وقت واحد في معادلة دائرية وليست خطية وهذه هي الأشد صعوبة من الصورة الأولي وكذلك من الصورة الثانية وهذا ما سأتناوله بالشرح عند الحديث في علم الجهل قريبا.
ما أود قوله أن ( محمد بن سلمان ) سيقتل معنويا حتي تتم عمليا الإبتزاز وهذا بعكس الحرب العالمية الأولي ١٩١٤ التي كانت نتيجة لسبب وذريعة حدثت أولا بمقتل ولي عهد النمسا في "البوسنة والهرسك" علي يد شاب صربي .. وقلت أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول لها ستة أطراف ١- الطرف السعودي ومن يدور في فلكه.٢- الطرف التركي ومن يدور في فلكه. ٣- الطرف الأمريكي ومن يدور في فلكه. ٤- الحادثة نفسها. ٥- المجني عليه. ٦- الشعوب.
ودعوت الناس بأن نركز في الطرف الأصيل في المعادلة الذي معه الحق وهو الوحيد الذي سينبع منه حل تلك الأزمة النتيجة وهي محاكمة الربيع العبري كثورة مزيفة وثوار عملاء خونة مزيفون قبل أن نحاكم الذريعة أي المقدمات التي أتت متأخرة عن النتيجة وهي حادثة جمال خاشقجي وذلك حتي لا نتوه في ثنائيات خمسة خبيثة صنعتها لنا أمريكا كل طرف له وعليه في نفس الوقت بفعل الشئ ونقيضه المتمثل في إستخدام إستراتيجية تعدد الوسائل والبدائل التي تحتكرها الولايات المتحدة الأمريكية وٱن لنا الأوان أن نكسر هذا الإحتكار لنخرج من هزائمنا بسبب هذه الإستراتيجية الت تقع بها الحيرة والتيهة والربكة والإضراب النفسي وتنحرف الرؤية عن مجابة الأزمة الحقيقية وهي الحرب العالمية الثالثة التي بدات في ٢٠١١.
إن الإستراتيجية الكارثية والأخطر علي المستقبل القريب للمملكة العربية السعودية ومصر والأمة والتي كنت أحذر منها ألا وهي إعتمادهم علي ( الإستراتيجية السلبية ) وهي إستغلال كره الشعوب لأمريكا والغرب نتيجة الموقف المتعنت المصطنع الذي يظهره الغرب في أزمة "جمال خاشقجي" بشكل أو بٱخر سواء كانوا صادقين أم كاذبين ضد ولي العهد السعودي. بمعني ٱخر أنهم سيعتمدون علي وقفة الشعوب مع الملك وٱبنه نكاية في الأمريكان.
ولكن وللأسف ٱل سعود بهذه الإستراتيجية المؤقتة حيث أن الغرب لايرقبون فينا إلا ولا ذمة أضاعوا علي أنفسهم وعلي الأمة ( الإستراتيجية الإيجابية ) وهي الأصدق والأنجح والأبقي وهي دفاع المسلمين بحب عن النظام السعودي تعاطفا مع المقدسات الإسلامية مكة والمدينة ومعهم مكانة مصر العظيمة وصدق الله العظيم حين قال: ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ).
فالغرب الحاقد المبتز بقيادة الأمريكان قراصنة الطين العفن مثل النار لا يشبعون .. دائما يقولون هل من مزيد .. الإستراتيجية السلبية سيكون المتحكم فيها الغرب يستطيع أن يقوضها في أي وقت .. أما الإستراتيجية الإيجابية فهي تستلزم خطة أول خطواتها الصلح بين الأنظمة والشعوب والوحدة بين المسلمين وهذا ما يخشاه الغرب.
ولكن عذائي الوحيد أن معادلة النصر للشعوب ( مصر ليبيا الجنوب العربي ) هي الباقية .. في كل أزمة تثبت جدارتها .. وهي التي ستكون .. وستعلو بإذن الله
رغم كل الصعاب والظروف ورغم أنف أراذل الشعوب وأسيادهم الأمريكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.