〰〰💢 لست بعاهرة أنا 💢〰〰
〰〰 ✳ قصة حقيقية ✳ 〰〰
بنظرة قاسية ... بوجهي أغلقت الباب جارتي ....
لتوسلي أليها لتعطيني المال مرة أخرى لأشتري لوالدتي الدواء .
بعد ان ضاقت الدنيا بي وانا أشاهد معاناة أمي الكسيرة من شدة الألم .
قادتني خطواتي من حيث لا أدري لذلك الشيخ "الجليل" الذي انخدعت بطول لحيته .. لأطلب ما يكفي لشراء الدواء بعد صمت طويل منه ونظرات غريبة .. ضمني لصدره وبين كلماته عطر الغرائز الحيواني ليهمس بأذني ما رأيك بالزواج منك لفترة ... فلم أشعر إلا وجسدي يرتعد خوفا" لأهرع بالهروب منه ...
فلم أجد غير الأرصفة تحتضنني لأجمع نقود الدواء فليس لي سبيل لغير ذلك وفي أذناي صوت أنين امي المتعبة ..
للكثير من الإهانات تعرضت ومضايقات سماسرة التسول .. وفررت من هذا الأرصفة البائسة للتخلص من قساوة رجال الأمن ....
فكرت بإنهاء حياتي تحت أحد عجلات العربات المارة ... فتبهت بمخيلتي أن هذا يعني انهم سيكتشفون رائحة جثة امي المتفسخة بعد اسبوع ... من موتها فلم يطرق باب كوخنا أحد ..منذ عام عندما خبرونا وفاة أبي الكادح ...
من أجل امي فقط .. فكرت ..
ولم اصغ لعقلي ..
قررت استعمل أغلى ما في الأنثى .. فكرت اتنازل عن ما يجعل لي قيمة..
....... لأجل حياة امي ...
فأنتظرت كثيرا" ...
لمن يشتري هذا الجسد مقابل المال .. من يسلب أثمن ما في جسدي لأحتفظ بأغلى انسان لدي.
فكان أول المشترين .... شاب بملابس رثة يتجول قرب المقبرة القريبة من قريتي المظلمة ...
بأستغراب شديد أصغى لطلبي ..
وافق لكن كان حذرا" ..
فطلب أن أكون معه في وسط القبور ...
فوافقت .... أن أكون وسط القبور ..
لاني بروح ميته اصلا"...
وأن أكون وسط أموات صامتين يسترون الخطيئة ..
أفضل من اكون بين ضمائر ميته لا حياة فيها .
فاستسلمت للحياة البائسة والرغبات الحيوانية لأكون ساحة لممارسة طقوس الرذيلة والنزوات. .
بأعين مذعورة واستغراب ترجمته ملامحه ...
سئلني بمزاح وهزل :
( ما الذي يجعلك جسدك يرتعد وما سبب شحوب لونك .. أهذه المرة الأولى لك ألم تجربي هذا ... سابقا " )
فأجبته والعبرة تخنقني :
(لم لن أفرط بقيمتي الأخلاقية و الإنسانية لولا دواء امي المريضة )
فأنهارت قواه ..
وقبض بكفيه الأرض ..
وبرأس متدلي للأرض ..
و بصوت متعب شجي ينادي الخالق :
(يااااالله ...يااااالله أعفوك ورضاك ارحمني يالله اني أذنبت وانت الغفور )
بدموع لم تفارق عيناه ...
سردت له ما أخذت واعطتني الحياة ..
كيف كان ليلي طويل وبائس. ..
كيف كنت اصحى على أنين امي .
كيف أمامي سقطت الأخلاق ..
كيف كشفت الأقنعة المزيفة ..
كيف كنت فريسة لرغبات المتحيونيين .
طلب وبألم وحزن كبير منه أن اعذره
واصطحبني لشراء ما تحتاجه أمي من دواء لتنام الليل ..
ليستمر التردد على كوخنا المتهالك الكئيب .. وطلب الزواج مني ليكون لي عونا" وزوج صالح .......
تغيرت حياتي ...
إلى أجمل ما تمنيت في أحلامي ..
ومن الله علينا باطفال ...
وبارك الله برزق زوجي ..
وأصبح لا يقطع الصلاة في الجامع .....
..................................................
كم فتاة .....تحتاج لمد يد العون .. لانتشالها من الانحراف والرذيلة التي فرضتها الحياة القاسية ..
وظلم المجتمع ..
والفكر المتخلف ..والمغالطات والرياء ..
وكم نحتاج الأمثال هذا الشاب الشريف المتفتح العقل والبصيرة ليدرك الحقيقة ويتحمل المسؤولية الاجتماعية .. ويكون في المكان والزمان المناسبيين. .
متى ... ندرك أن البشر متساوون بكل شيء حين تتاح لهم الفرص في الرذيلة والهداية ..
متى ... تكون الأخلاق والقيم الإنسانية منهاج للتعامل بين الأجناس .
متى ... ندرك جيدا" ان الغرائز والرغبات لا تكون مع الإنسانية والأخلاق والقيم النبيلة في خندق واحد .
... ماجد علي اليوسف ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.