الاثنين، 1 أكتوبر 2018

مدينة الرماح بقلم عبدالوهاب الجبوري

مدينة الرماح
الإهداء
الى مدينة الأنبياء والأولياء _ الموصل الحدباء _ والى كل مدينة عربية تتطلع لتجاوز محنتها كي تحتل مكانتها تحت الشمس مرفوعة الجبين

بدرٌ إذا أطلت
شمس إذا أشرقت
وردة تستقي طلّ الصباح
مدينة الرماح
سمراء تزرع الحرير
في ربوع تفتديها بالاموال والأرواح
تطل من شرفتها المتوردة
تنثر الياسمينٓ
على القلوب الحزينة
(تطرز الشعر بنزيف الجراح)
وتر يعزف على 
الحرف بالحرف
والسيف بالسبف
زكاة دمائها
كتابة قصتها على وجه القمر
كي توقد العالم تحت المطر
توفي نذور الجراح
(فسبحان من أجرى القضاء وقدّر)
تشق سجوف المدلهمات
تلقي على الربوع شموسها
تتحسس في عطرها العربي
أحلام الشباب
تداويني بأقداح الرضاب
أبايعها ، تبايعني
والارض ، ألبسها فتلبسني
أيقونة تعطي البلاد تواربخها
أي عشق يراودني في عيونها
تصطفيني قبضة من طين الأرض
أبارك صفصافها
(شوقي إليها مترف 
حد التناثر)
أسافر في مدى عينيها
كتبت أسمها مرتين
قرأته .. أدمنت صورته
ما بين القلب والمقلتين
مدينتي
حاصرها الباغون ،
فلم تقهر
عذبها المترهلون
تعطّر جسدها بالدم ، تعفّر
تربصوا بها ، ترصدوها
متلبسة بأجمل وشاح
نصبوا لها أفخاخ التواطؤ 
في حقول المترهلين
ذرذروها في طقوس الأنين
قذفوها في صخب الرياح
مدينتي لم تقهر
تعطّر جسدها بالدم ، تعفّر
صبحها في عيون الحالمين
أسغر
(يصنع من نجومه عيونا للخيول)
ومن سنابله أهازيج للفصول
هي الأبقى 
بين ألم يعاودها
وأمل يراودها
هي نور للتائهين مبين
(وهي ماء للظامئين قراح)
أزف اليها 
تحيات الجياع والفقراء
وهمس الحنين
رغم الصدى الذي يتنزه بين عظامها
(والذئاب التي
تهز مضاجع روحها بعواء)
تبقى مدينتي سنبلة
تتفتح قشرتها وتنضج 
ما أبكوا عيونها 
ما نكأوا جراحها
مدينتي تلمّ سفوحها 
(قمماً نهتدي بها
إذا الليل لاح)
تلبس وقتها 
مرفوعة الجبين
تمشي الخيلاء
بين فوهات البراكين
ونخوة المتثاقلين
فاتحة للشمس
عهدا للحب والوفاء
مدينة الرماح
أبلغي سلامي لأهلي
تعطفا أو سماح
أبشري .. هيهات .. هيهات
لعزك ، لمجدك أن يستباح

عبدالوهاب الجبوري
العراق

عبدالوهاب الجبوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.