وجـهـــة نـظــر
لا تـقـف مغـامــرا ، مجـاورا لحــواف الخـطــر
فـبحـركة أصبـع قـد تـرمـى صريعــا و تـنحـدر
كمـا يغـنـيـك ورع ثـبـاتـك عـن سنـد مسـاعــد
فالحـرص أرقـى ذخــر و أوثـق عـوامل النّصـر
صاحـب من اصطفـيتـه بـصـدق نـيّــة مشـاعـر
و ابعد عـن أذيّـة الغـيـر بشيـم الكـرم و الفخـر
قـد تـأتيـك الحـيــاة بـدروس حـكـم و مـوعـظــة
فمـن مواقـفـها تستنتـج عـبــرا مفـيـدة و تـتـدبّــر
مـا كـلّ مـا تـلحـظـه بـلمعــانــه العـيــن فـاخــرا
فـكـم من أنــاس بمـا ليـس فـيـها بـغــشّ تـتـنـكّــر
و كـم مـن خــليـل خـان و نـكـر عـهــد خـلـيـلــه
و يـدّعـي صـوابـا طيشـه بـنـزوة راح يـتعـطّـر
و لطالما تهاونـا للحفـاظ بصديق عـمــر عـشـرة
لا أغلى من الصديق الصدوق يا خلق لو نتصـوّر
عـابـر السّـبـيـل مـا لُـقّــب بـعـابـر لولا يقـين أنّـه
يرى دربـه بعدك ممدود الأشواط بصور تنتظـر
لا تجـاري النّهـر بمجال سيـلان إتّبـاع اتجـاهـه
سهـل ممـرّه بانحـدار أمّـا العـلّـو معـجـزة النّهــر
يا فـاقـه معنـى الحـيـاة هـذا بالله كـمــال تـدّعـيـه
لا مباهاة، فاحرس عـلى هشاشة زجاجك لينكسـر
ما سلمنـا الهـفوات و لو بـجهـد العـمـر رصدناهـا
و لا سلمت اهتـزازا بريح تهبّ أغـصان الشّجــر
لا أُمّـن مخـلــوق فـي عـيشـة الـرّغــد يعـتـلـيهــا
و لا عُـتـق من تمسّـك بتـقـوى زاهـــد و افـتخــر
كم تألف القـلوب زهو ألوان باختـلاف أشكالـهـا
القـلب ينـقـلـب بـأجواء منقـلـب الطقـس و المقـرّ
فلـنحكّـم عـقولنـا وقـت تقـلّـب وتمـرّدهـا القـلوب
فما حُـبيْـنـا بها لزيـادة تباهي مفخـرة و مظهـر
قـد يجـفّ نـبــع طـال أمــد عـطائــه يـرويـنــا
لتـنبـثـق ينـابيــع من صــمّ الصّـخــر تـنفـجـــر
و قـد نخـفي أوجاعـنـا بالضّلوع دهـرا خامـدة
لتفضحـنـا العـيون بدمع ينسـاب رقـراقـا ينهمـر
فـكم جال و صال الغـريب رغـم وجـع غـربتـه
واكتشـف ما يجهـله الماكث بعـقـر داره مستقــر
هـوّن عـليك غُــبـن آلام الـدّنيـا تباعا و متاعـبهـا
و اجـني ثمـار صعــب المُبتغـى بجـهـدك عـبــر
سامـي الأخـلاق النّـاس تـبتغـيـه مثـالا و قــدوة
تفـوق درجـات قــدره المفـاتـن جـملـة و السّحـر
ما دام إلّا أصـل الأشـيـاء بمصـادر انتـمائـهــا
فكـلّ ما بُني عـلى غـير أساس تلاشى و اندثـر
قـد نُعجـب بمـا ليـس لنا به عـلم أو حـتّى صلـة
سُـنّـة الحـيـاة كُـتبـت بـأوراق القــدر مسـطّــر
أصـل الإنسان منّـا دوما يعـتلي سرحـه فـيغلبـه
و عـفـو الله رحـمة لجميـع أخطائـنـا نحـن البشـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.