( الهِجرَة )
تَمَرٌَدَت ... وضَجٌَ في قَلبِها التَشاؤُمُ
تَقولُ ... يا لَيتَني أنتَمي لأُمٌَةٍ في أمرِها تَحزِمُ
في كُلٌِ ثانيَةٍ يَزيدُ في مُهجَتي الألَمُ
يا سَعدَنا إن قورِنَت بِعَيشِنا البَهائِمُ
لا أعرِفُ أُمٌَةً مِثلنا ... في الشَقاءِ تَنعَمُ
لا مَنطِقُُ يُصَوٌِبُ فِكرَنا .....لا مُلهِمُُ يُلهِمُ
بَعضُُ منَ الصِبيَةِ نَلعَبُ ... في مَرٌَةٍ نَبكي
وبَعدَها كالهُبلِ نَبتَسِمُ
تَجاوَزَ العالَمُ الآفاقَ مَعرِفَةً
وأُمٌَتي لَم تَزَل تَلطِمُ
عُلومنا ... خَربَشات ... وفِكرُنا طَلاسِمُ
جَهالَةُُ مَفروضَةُُ ..... لِغَيرِها لا نَعلَمُ ؟
أجَبتها : وَتِلكُمُ الأيام ... ؟؟؟
قالَت : اللهُ مَن يُداوِلُ ... وعلى الإنتِقامِ يُقسِمُ
قَد تَجاوَزنا الحُدود ... في بَغيِنا فَكَيفَ لا نُظلَمُ
غيبَةُُ ... نَميمَةُُ ... حَسَدُُ ... ما أُخفِيَ أعظَمُ
أمٌَةُُ ... هكَذا شَأنها ... فَهَل منَ المصائِبِ تَسلَمُ ؟
أردَفَت : سأنصِبُ خَيمَةً في الغاب
ما أنتَ قائِلُ ؟؟؟ ...
أجَبتها : إنٌَكِ غادَتي كَيفَما تَرحَلين ... أرحَلُ
والهِجرَةُ سُنٌَةُُ ... فَكَيفَ لا نَقتَدي والرَسولُ يُلهِمُ ؟
وقَد تَكونُ الهِجرَةُ في الضَمير ...
في الإرتِقاءِ إلى الفَضائِلِ نَعزُمُ
في الغابِةِ ... صَرَخَت : ... يا مَرحَباً بالذِئاب
أجابَها الصدى : ... لَكِ السَلام ... من غابِنا نُرسِلُ
تَمتَمَت . هَل تَسمَعُ الوُحوش في الغابَةِ ...
من أجلِنا تُسَلٌِمُ ....؟ ولِلسَلام ... تُرَتٌِلُ
أجَبتها ؛ لا شَكٌَ أنٌَها من العِبادِ أسلَمُ
نامَت إلى جانِبي مُرتاحَةً تَبسُمُ
والنارُ في المَوقِدِ تُضرَمُ
قالَت : بِئساً لَها البَشَرُ ... كَيفَ لِبَعضِها توهِمُ ؟
ضَمَمتها لِصَدرِيَ ... فَهَل تُراني أحلُمُ ؟
هَمَسَت : لو يَتركونَنا عَلى رِسلنا ... لَم نَكُن نَنقُمُ
أجَبتها : مَن يَلتَفِت لإفكِهِم ... وعَلى ركبَتَيهِ يَجسمُ ؟
لَيسَ حُرٌاً في الحَياة ... من لِلنُقودِ يَنحَني
لِفَقدِها يَلطمُ ... لا يَرتَقي في الحَياة ... كَأنٌَهُ صَنَمُ
هَمَسَت : لِنَحتَفِل بالخَلاص ... من حُبٌِنا نَنهَلُ
أجَبتها : ألا تَرينَ أنٌَني من ساعَةٍ كُنتُ أحتَفِلُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.