( غادَةُُ مُغامِرَة )
قد شاقَها الصُعودُ لِلقِمٌَةِ العالِيَة
غادَةُُ هِيَ ... وفي الجَمالِ راقِيَة
لكِنٌَها ... في طَبعِها قاسيَة
عَنيدَةُُ كَمَهرَةٍ يَشوقُها الجُموحُ
ثَورَةُُ من الطُموح
لا تُحِبٌُ الرُكون ... وفي النَشاطِ مَوجَةُُ عاتيَة
قالَت وهَل تَرغَبُ في الصُعود ؟
أم يُغرِيَنٌَكَ القُعود ؟
أجَبتها : الكَسولُ لا يَسود ... هَيٌَا بِنا نَقفِذُ في النُجود
ونَرتَقي القِمٌَةَ العالِيَة
وفي ذُرى الجِبالِ فاضَ مِنها الجَمال
تَلَألَأَ الجَبينُ من عَرَقِ العافِيَة
وَتَحتَ ظِلٌٍ وارِفٍ ... وَجَدوَلٍ مِياهَهُ صافِيَة
شَرِبتُ صَفواً بارِداً ماءَهُ
وشَرِبتُ من تَوَرٌُدِ الشِفاه ... شَهدا قُطوفهُ دانِيَة
قالَت : هَل شاقَكَ النُزول ؟
أجَبتها : مَهلاً ... فَنَحنُ في قِمٌَةٍ نائِيَة
قالَت : ولكِنٌَ المَساءَ أسدَلَ سِترَهُ
أجَبتُها : أسبِلي جَفنَيكِ لي ... فالرَغبَةُ حانِيَة
فأسبَلَت ... وأستَسلَمَت ... كأنٌَها غافِيَة
سألتَها : هَل شاقَكِ النُزول ... أم ... ؟
قالَت : أما تَراني حافِيَة ؟ !!!
قُلتُ في خاطِري ... كَيفَ أخفَت الحِذاء ؟؟؟!!!
يا لَها من داهِيَة ...
ساعَةً مَضَت ... وحَلٌَ المَساء ... والقِمٌَةُ نادِيَة
قالَت ... أنا أستَشعِرُ البُرودَةَ ... يا وَيحَها قاسِيَة
وارَيتها ما بينَها الأجَمات ... جَلَسَت جاثِيَة
من بَعدِها تَمَدٌَدَت بِجانِبي ... وَدَنَت كَأنٌَها راجِيَة
ضَمَمتُها فإستَكانَت راضِيَة
في لَيلِنا كُنتُ أسألُها ... هل تَشعُرينَ بالصَقيع ؟؟؟
تُجيبني أبَداً ... بل أنا دافِيَة
وفي الصَباح أشرَقَت شَمسنا الحانِيَة
وغادَتي لَم تَزَل حافِيَة
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.