الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

رؤيا بقلم إيمان_مرشد_حمّاد

رؤيا
قال: من أنتِ؟
قلت: حواءْ.
قال: رأيتُكِ في محرابِ السياسة
تحاورينَ فلاسفةَ الكياسة
وتقولين إني حواء؟

نعم، أنا يا هذا
أحملُ في ذاكرتي كلَّ فنونِ القول،
وأجاذبُ تيارَ الهول.
في مرصدِ أيامي
تولدُ كلُّ مساراتِ الشِعر،
حتى حكمةُ لقمان
بل إنْ شئت أقرأ أفكارك،
وأطالعُ في يومي أوهامك،
وأسيرُ على راحلةِ الأزمان
مرفوعاً رأسي صوبَ سماء.
إني يا هذا حتى لو أغلقتَ عيونك،
أبقى أنا حواء.
قد تعجبُ مني إذا عُزِف لحني،
ومنايَ أن أبقى شامخةً
لا ترهبُني همهمةُ الحيتان،
أو حتى أصواتٌ من كلفٍ هيمان
يقرُض فيِّ الشعر
ويسافرُ فيَّ عمقِ البحْر.
فأنا لؤلؤةٌ
لا تعرفني كنوزُ السلطانْ.
مسكني عمقُ القيعان.

أنا حواءْ
أُبحِرُ كلَّ صباح... كلَّ مساءْ
صوبَ حضارات الماضي،
أقرأُ في فلسفةِ الأديان،
وأجاذبُ تيارك،
وفؤادي يحرسهُ عمقُ الإيمان.
يا هذا: ما عادتْ حواءُ،
امرأةً في قاعِ خباءْ
للزينةِ والكحلِ الأسمرْ
والعطرِ الغارقِ في خارطةِ العنبر.
يا هذا إني أعلمُ لولا الأحمرُ والأخضر
ما كانَ لحواءَ أن تبقى في عالمكَ أكثر،
إلا خطاً أهيفَ في أوراقِ الدفتر.
ما عادتْ- يا هذا- حواءُ خباء ،
مسحةُ حناءٍ وسطَ أصابِعها
وسواها طيفُ غباء.
حواءُ إنْ تجهلْها فاقرْأ كفَك.
أولا : اقرأ كلِّ دواوين الأشعار .
كلَّ علومِ الأرض،
أو - إن شِئت - فاقرأ في علم الفيزياء أو الطبّ أو الأحياء،
تُبصرُ حواءَ ماثلةً كالطودِ الشامخ،
وهي تقول: إني حواءُ علومٍ لا حواء خِباءْ.

نابلس 25/9/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.