الأحد، 30 سبتمبر 2018

من هدي النبوة{{ سَلِيمُ الصَّدْرِ }} تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات


بسم الله الرحمن الرحيم
من هدي النبوة{{ سَلِيمُ الصَّدْرِ }}
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
مما قرأت ومن أحسن ما سمعت وبه تأثرت وانتصحت وأوصي به أخواني وأحبائي وأبنائي فهي وصية الحبيب المصطفي صلوات ربي عليه في الأولين والآخرين. 
هذه دعوته للتصافح والتسامح وغض الطرف والإعراض بالحسنى والتسامي وعدم نقل الكلام الذي يغث النفس ويكدر الصفو .................. هذا أدب النبوة الجامع الكامل لكل المحاسن.....
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {{ لا يُبْلِغْنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا*** فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ}} 
صل الله عليك يا رسول [[لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا...]]] لا إله إلا الله دعوة صفاء القلب؟
أي تربية هذه؟ وأية منظومة سلوك تحمل في طياتها حسن الظن بالآخرين. 
وأي أخلاق وصفات حميدة وتعليم وتكريم تحكم العلاقات البشرية. 
دعوة ما قالها إلا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم تعليم لكافة الأنام إلى نقل الأحسن والطيب من كريم الكلام،
وقطع الطريق على كل نمام مغتاب وأغلاق تلك الباب، والإعراض عن الكلام الخبيث ودفنه في مكانه إلى الأبد،
{{ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ *** الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ }} 
حرصا منه صلى الله عليه وسلم على صفاء النفوس وسلامة الصدور من حسد وحقد وتشرذم ودعوة للمحبة والمودة أن تسود وتحيي القلوب لعل صاحب الصدأ ينظف قلبه ويشع ورعا وتقوى ويذوب حياء من الله،ويتوب واليه يؤوب ,,
لا توجد تعاليم في الدنيا سابقا ولا لاحقا وصلت إلى هذه الذروة والقمة في الرفعة والوصايا إلا من الإسلام تمام التمام عليك صلوات ربي يا خاتم الأنبياء.
قال الله تعالى:- 
{{ اليوم أكملت لكم دينكم}} أنتهى لا نقصان بعد الكمال.
الآن ننتقل لمناسبة الحديث, وما دار فيه من محاورة وحديث لطيف بالتفصيل وبالتشكيل بالذات،
ورد في نص الحديث وإن كان حديثا ضعيفا، من التربية والتعليم في فضائل الأعمال والأخلاق الشيء الكثير
[[قَالَ:- فَأَتَاهُ مَالٌ ]]– أي أتى النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم أو غيرها مال –
[فَقَسَمَهُ] – لكون صلى الله عليه وسلم هو صاحب الولاية في القسمة وتوزيعها على مستحقيها بعدالة—
{[فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَتَحَدَّثَانِ..... هذا قول راوي الحديث 
وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: وَاللَّهِ مَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِقِسْمَتِهِ الَّتِي قَسَمَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّارَ الآخِرَة
أُفٍّ لَّكُمَا كلام في منتهى الخطورة في حق الرسول، وقد سبق أن قال صلى الله عليه وسلم لرجل اسمه ذُو الْخُوَيْصِرَةِ في موقف مماثل تقريبا[وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ]رواه الشيخان 
[قَالَ: فَثَبَتُّ حَتَّى سَمِعْتُهَا] أي سمع الراوي كامل حديثهما
[[ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم :- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ
فَقُلْتُ: إِنَّكَ قُلْتَ 
لا يُبْلِغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا 
وَإِنِّي سَمِعْتُ فُلانًا وَفُلانًا ..... 
يَقُولانِ: كَذَا وَكَذَا............... 
قَالَ: فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ،- -صلى الله عليه وسلم ...رسول كريم عادل حكيم يقال في حقه من جهلة قومه هذا الكلام.
وَقَالَ: «دَعْنَا مِنْكَ ....قال للراوي ما كان لك أن تنقل لي ذلك لو تركت هذا كان أفضل ،تأدبا مع النبي.
فقال صلى الله عليه وسلم {{فَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ ]] فالبشر سواء في إيذاء الرسل فهذا موسى أوذي بأكثر من ذلك.
متى نقتدي ونقف ونأخذ بسلوك وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ولو للحظة لكي نتعلم،
الآن الأخبار تبث ليلا ونهارا وتنقل على الهواء كذبا وبهتانا واتهاما دون رادع أو وازع من دين ....
فلا يغرك كثرة الهالكين... وقلة السالكين في طريق النجاة؟؟؟
أنظر إلى سفينة نوح عليه السلام وأمته التي لم يذكر عددهم أو مدنهم أو قراهم أختصر الأمر فقط على زوجين والباقي هلك لا فائدة ترجى منه
قال الله تعالى {{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ... وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}}40/44 سورة هود 
لنعمل بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما بيننا ولا داعي لنقل الكلام :-
{{ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ }}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.