الأحد، 30 سبتمبر 2018

مُعاتِبة بيني وبين حلب الشهباء بقلم عبد القادر الأسود

مُعاتِبة بيني وبين حلب الشهباء
بعُدتُ عنها خمسَ سنين ، فلمـا عُدتُ كان بيننا هذا العتاب
قالتْ مُعاتِبـــةً ، والصَبُّ ما عَتَبـــــا
ولا شَكا نَصَباً في الحُبِّ أوتَـعَـبـــــا

يا مَن لَهَا عنّا ، يا مَن سـَـــلا وصَبا
هل بادَ حُبُّكَ أم خِلْتَ الهوى لَعِبـــــا؟

يا مَن جعلتَ فروض الحُبِّ نافلـــــــةً
كم من مُحِبٍّ قضى في حُبَّنـا نَصَبـــا

كم هاضَ منّــا جَنَـاحٌ غيرُ مُضْطَرِبٍ
دون الأماني قضى لــــم يبلُغِ الأرَبا

كم يَحْلُـــمُ المَرْءُ في الدُنيــا وأكثَرُها
ثلْجٌ على حطبٍ ماانفكَّ مُلتَهبـــــــــا

سَلْ حَلْمَـةَ النَهْدِ كم تاقَتْ ِلمُرتَشِـفٍ
سُكْراً وكم شَفَــــــةٍ لم تَلْقَ مُرْتَضِبا

يا مُدَّعي الحُبِّ لولا الدَلُّ ما رَفَلتْ
بالسِحْرِ قافيـــــةٌ واسَّـاقَطَتْ رُطَبــا

فالشِعْرُ ما اضْطَربَتْ أَعْطافُ سامِعِهِ
وَجْــداً ، لِــرِقَّتـهِ ، والحُرُّ مَن طَربا

* * *
شهبــاءُ يا قِبلــــةَ الدنيــا ونَضْرَتَهــا
تَفْديـكِ من زَرَعَتْ في سمعِكِ الرِيَبا

ما مِثْـــلُ مُهْريَ إن نادى الغرامُ كَبـا
أو مِثْلُ سهمي عن مَرمى الجمالِ نَبا

هذا فؤادي شـــــادٍ خــــافـــقٌ فَسَلي
هل يعذُبُ الشَدْوُ إلاّ إن شدا حَلَبــــا

إني عشِقتُكِ قُربى ، والهوى قَــــدرٌ
مَن ذا يَرُدُّ قَضاءً بعد أن كُتِبــــــــا؟

ما ازداد تيهُك إلاّ زادني شَغَفـــــــاً
لا تَسأليني فإني أجهلُ السببــــــــا

هل يُسْـألُ الزهرُ تفسيرًا لِنَضْــرَتِهِ!
أم هل يُجـادَلُ قلبٌ للجمال صَبـــا!

أم مَن يَعيبُ على العــــذراءِ رِقَّتَها
أم مَن يَرُدُّ فُؤاداً بعدما سُلِبـــــــــا؟

شهباءُ ما راشت الأهدابَ غانيــــةٌ
إلاّ كَحَلْتِ لها الأجفانَ والهُدُبــــــا

شهباءُ ما رُتِّلتْ نجوى على شَفَــةٍ
إلاّ غدوتِ لها الُمسْتَلْهَمَ الخَصِبـــا

للمَجْــــدِ فيكِ تسامتْ أَلْــفُ آبـدةٍ
والفَخْرُ دونكِ أغضى وانثنى أَدَبا

ويْـحَ الخُطوبِ ، فما أَمَّتْكِ طامعةً
إلاّ لَقيتِ بسيفِ الدولةِ الخُطُبـــــا

هــاهم بَنوكِ ونَجْمُ المجدِ سامِرُهـم
كم عانقَ النجمُ من أبنائها نُجَبــــا!

مازالت البيـضُ تَسْقيها أكُفُّهُــــــمُ
حتى تَوَرَّدَ خدُّ المجدِ واخْتَـضَبــا

* * *
مَن لي بأمسٍ نديٍّ مِن روائعِهــــا
يَسْتَرْجِعُ القادةَ الأفذاذَ والأُدَبـــــــا

سـيفٌ يُسطِّرُ في الجوزاءِ أحرُفَـه
تِيهاً فتَـشْرَحُ سُمْرُ الشِعْرِ ما كَتَبــا

من لي بسعْــــــدٍ يَلُمُّ اليــومَ فتْيَتَهُ
للهِ دَرُّهُمُ كم أسْرَجــــوا الشُهُبــــا

والجابِرِيُّ يقودُ الأُسْــــدَ غاضِبَــةً
أين الأُسودُ وأين اليومَ من غَضِبا؟

* * *
ما جانَبَ الرُّشْدَ يا شهباءُ مَن أسَرتْ
يومـاً لواحظُكِ الخضراءُ فانتـَسَبــــا

يا ثَرَّةَ النهــــدِ ما خَفْقُ الفؤادِ سُدىً
ما زلتُ مُضنـاكِ ذاك العاشقَ الأرِبا

عبد القادر الأسود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.