الاثنين، 6 أغسطس 2018

يا رِيـْحُ بقلم الشاعر حسن علي المرعي

.. يا رِيـْحُ ....
أشرَقْتِ وجْهاً على ما أطلَقَتْ راحيْ 
وزِدتِ نُوراً على ما قالَ مِصباحِيْ

وجِئْتِ بالشِّعرِ في ومْضاتِ ما سَكَبَتْ
لَمـياءُ ثَـغْـرٍ بِـطِـبِّ الـرِّيقِ لَـمَّـاحِ

و مـا رأيْـتُ الّذي في السِّرِّ أرشَـدَنِـيْ 
إلى السِّراجِ الّذيْ في صَدرِكُمْ صاحِيْ

كـأنَّ رَبِّـيْ مَـلاكَ البَـيْـنِ ألْـزَمَـنا
في كُـلِّ مُـفْـرِحَـةٍ ورداءَ مِمْزاحِ

وما تقاربَ يَربُو في الهَوى عَدَداً 
على المَسافاتِ بَينَ السّاحِ و السّاحِ

عُلاقَـةُ اثْـنَينِ مَشْبوكَيْنِ أجـنِحَةً
في عالَـمٍ لاحَ أرواحَـاً بِـأرواحِ

ولسْتُ أدريْ بِما الأرواحُ تَجْذُبُنا
ولا يَزيـدُ بهِ التَّوضيحَ إيْضـاحِيْ

تَـقـارُباً كـادَ يَسْتَدنِيْ مَنـامَتَكُمْ
إلى سَـريـرٍ بِـنْجْوى نَـومِـكُمْ ضاحِ

لكِـنَّـهُ رَهْنُ مَنْ في وعيِهِمْ كَتَبُوا 
ألّا تَـكونَ لَـنـا راحٌ على راحِ

حُظوظُ قَلْبَينِ مَسْكوبَينِ في قَدَحٍ 
ويَـشْـربانِ النَّـوى مِنْ عَيْـنِ نَـوّاحِ

أهـكذا دائِـماً ... أنتُـمْ بـِلا أمَـلٍ 
و نَـحـنُ في أمَـلٍ لَـكِنْ بـِلا واحِ !

وهكذا دَيْدَنُ الأحبـابِ أنْـزلَـهُ
رَبُّ الـجَّـمِـيلَـيْنِ تُـفّـاحٍ و قَـدّاحِ!

سُـؤالُ قلْـبٍ تَـمنَّاهـا مُـنادِمَـةً
تِلكَ العُيُونُ الَّتيْ عاثَتْ بـأقْداحيْ

تَـقَطـَّعَ القلْبُ كَـيْفَ العـقْلُ أرغَمَهُ 
على كَلامٍ شَـديـدِ الـوقْعِ جَـرّاحِ

وغَصَّ بالدَّمعِ يَسْتَدنِيْ عُتُوبَتَكَمْ
وأودَعَ الرِّيحَ ما يَمحُو ولا ماحِيْ

يا رِيـحُ قُوليْ إذا يَرضاكِ ساعَيَةً 
بِـحَـمْـلِ جـُورِيَّةٍ دَمْـعـاءَ مِلْحاحِ

كُنْتُمْ سِـراجَ النَّوى يَومَ النَّوى حَلَفَتْ 
ألّا تُشـارِكَـنا كأْسـاً .. مِـنَ الـرَّاحِ

ماذا يَـصِـيرُ ولو بالحُـلْـمِ نَـشْـرَبُـها 
لَيْلَى بِـناحِـيَـةٍ والقـلْبُ في ناحِيْ!

الشاعر حسن علي المرعي 
٢٠١٨/٨/٤م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.