الخميس، 16 أغسطس 2018

قصة قصيرة ( ثمن الحرية ) بقلم نونا محمد

قصة قصيرة ( ثمن الحرية ) 
.
يلا يامها إتأخرنا لاتنسي زحمة الطريق والسيارات ،،!
ذاك صوت والدها أتاها من الصالة الخارجية حيث ينتظرها وهو على مقعده مرتديا ثوبه الأبيض وممسكا بعصاته قابضا بقوة على الرأس الفرعوني الذي يزين أعلاها 
كم أفتتن هو بتلك العصا عندما رآها خلف واجهة المحل في شارع " خان الخليلي " في آخر زيارة لهم للقاهرة مع ،،،؟؟
ونظرت مطولا لملامحها المتراقصة على المرآة أمامها 
لمَ أصرت على إرتداء هذا الفستان أليس هو ذاته هديته لها يوم عيد ميلادها ؟؟ 
غمضي عيونك ،،
ليش ،، 
بس غمضي عندي مفاجأة حتعجبك ،، 
لو ماعجبتني إنت حتغسل صحون العشا 
طيب بس يلا ،، 
وعندما فتحت عينيها وجدت علبة مغلفة بأناقة بورق أحمر وعليها زهرات جميله كانت رائعة 
وفتحتها بعناية وبفضول رفعت الغطاء 
لتجده راقدا بهدوء وفتنت به وبسواده لون عينيها .
ألبسيه اليوم ،، لي أنا وحدي .
لمَ لاتموت الذكريات ؟؟
وأمسكت بقلم الشفاه لكنها ألقته بعنف من يدها حتى أنه حطم جزء من المرآة فتساقطت شظايا الزجاج على الأرض 
إيش الصوت دا يابنتي ؟؟ 
ولا شي ياابويا بس كاسة العصير طاحت مني وإتكسرت. 
طيب حبيبتي أنا في السيارة يلا .
وتسربت من بين شفتيها آهة حزينة بمرارة واقعها 
وخلعت الفستان وألقت به بعصبيه على الأرض 
ومضت لدورة المياه فغسلت وجهها ثم عادت وأرتدت فستان أحمر بزهرات صفراء زاهية ونثرت قليلا من العطر وأمسكت بحقيبتها وبخطا ثابته ويعزم وإصرار 
خرجت من منزلها لتمضي لطريق إختارته بإرادتها فلا ضعف ولا إستسلام .
يلا ياأبويا كفاية تأخير،،

أريد شراء ذاتي ،، كبريائي 
كرامتي،، آدميتي
أريد أنا ،، حريتي وبأي ثمن . !!

بقلمي نونا محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.