انا لست متيماً يا عزيزتي
حتى اخاف البعد والهجرا
فلا امرأةٌ تُغمد في خاصرتي
حتى اخاف الموت والقهرا
فكلُّ قصيدةٍ لي فيها عشيقةً
وكم تُهتُ في اساميهنّ ذكرا
تعمدّي البعدَ واصطنعي الغياب
وأشربي من كأسِ الفراق مُرّا
أما أنا فقد نسيتُ لقاءنا
انتِ في كتاب الحب سطرا
فكل حبيبة لم يوجعني بُعْدُها
وأحبَبْتُ من بعدها كُثْرا
والعشقُ عندي كأسُ نبيذٍ يدوّخني
ساعةً فلا يبقى في جسمي سكرا
فألفُ امرأةٍ عانقتُ قبلك
وفاضت دفاتري بالعشق حبرا
ثمّ حرقتُ كل قصائد الهوى
وظلّت حروفي بالحبّ بِكرا
انا يا سيدتي لستُ متيّماً
فقدِ اجتازتْ سفينتي البحرا
ومدُّ العشقِ لا يؤرًقْ اشرعتي
فأنا اعتدتُ المدّ والجزرا
ولا يزعجني فراقُ أمرأةٍ
فميقات الحبّ لا يبلغِ الشهرا
والنساءُ عندي ازدحامُ سيرٍ
لا ترحلُ واحدةٌ حتى تليها اخرى
فالحبُّ عندي لا يُعطى كثيراً
فالجود بالماء قد يقتلِ الزهرا
محمود حمود
- [ ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.