السبت، 28 يوليو 2018

تشكيلات تشكيل بنية العنوان بقلم الأديب الدكتور محمد ازلماط


تشكيلات تشكيل بنية العنوان والانساق الصوتية الايقاعيةفي النص الشعري مولاتي لأحمد العبسي
الأديب الدكتور محمد ازلماط/المغرب

1 تقديم
ان تحليل النص الشعري مولاتي يهدف إلى تفكيك عناصره ومكوناته الاستنباط فديته وجماليته،لان تحليل النص الشعري نوع من أنواع النقد حيث ينطلق من منطلقات نظرية ومنهجية ووصفية وفراضيات،لتحقيق القيمة المعرفية والثقافية دون خندقته في هوية انتمائية ايديولوجية او خلفية فلسفية او مذهبية او اعتباره ناموسا اخلاقيا وسلوكيا،لان النص خارق للواقع زخارف لتصنيفات الأحكام الانطباعية المتأرجحة بين الجيد القبيح وخارق للرؤية المعيارية المحددة إجمالية وفنية النص، لان كل النص الشعري عبارة عن الويلات تفسيرات لعلامات الواقع ولمسات الانفعال والعاطفة.لأن كل"النصوص المكتوبة هي تفسيرات بحد ذاتها،مثلما كل قراءات النص تفسيرات أيضا. اللغة ليست واقعا،الكلمات ليست قابلة للتبادل مع الأشياء.علم اللغويات (اللسانيات)يعلمنا ذلك،وبهذا توصلنا إلى إدراك ان كل الأشياء المكتوبة تتطلب التفسير،اي،الحاجة إلى اكتشاف معاني النص لتوضيح قصد الكاتب لكن ليس هناك اتفاق مطلق حول هذا،وإنما اجماع،لان أي تفسير يعتمد على مهارة وظروف ووجهة نظر المفسر."(1)،لان له صفة منجز إنساني نسبي متجول قابل لتطور ولتوافق ولاختلاف المواقف والرؤيا والواقع،وذلك من اجل استمالة او استجابة التغيير او تخييب أفق انتظار 
القارئ.ويرتبط التأويل بالنص وينتهي إليه ليولد نصا واصفا بلغة واصفة يقوم باستنطاق الشعري للكشف عن دلالة المعاني في الانساق والبني العميقة المكونة للنص وتفكيك شفراته وعلاماته الغامضة.
وأن النص الشعري الموسوم مولاتي يتشكل من ثلاث أقطاب إستراتيجية تتمثل في التشكيلات تشكيل العتبة والانساق الإيقاعية واللغوية وتشاكلها في بنيات النص.وتشكلات سردية.وتشكل التاويلي سأكتفي في هذا المقال على القطب الأول.ولا يتم تحديد كينونة النص ووجوديته إلا من خلال فعل التواصل بين الشاعر والنص والقارئ الناقد حيث من خلال هذه العملية التواصلية،يتضح أن العمل الشعري يتكون من التجربة القائمة على واقعية الشاعر وخياله،والبناء الدلالي والمقولاتي والمعنوي للنص،وأثار شعورية ونفسية وتناصية في عملية استقبال النص،وايحاءته الانفعالية والاسلوبية.ويمكن أن نتطرق إلى القطب الأول في المحاور التالية:
2 تشكيل عتبة النص الشعري
تحتل كلمة مولاتي مركز وبؤرة العنوان من خلال صياغتها في الجملة غير تامة حيث تم حذف ما قبلها،ويمكن تقدير المحذوف في صيغتين تحتمل الفعلية والاسمية لاختلاف التأويل، وهما
*يامولاتي
* هذه مولاتي
فأصدر الكلام في الصيغة الأولى جملة فعلية حيث قدمت كلمة مولاتي ب (يا)وهي حرف نداء يقوم مقام الفعل أدعو او أنادي.مولاتي منادى منصوب بأداة النداء المحذوفة وعلامة نصبه الفتحة في اخره، وهو مضاف إلى ياء المتكلم المقلبة الفا،والياء ضمير متصل على السكون في محل جر بالإضافة وقيل هي الف الندبة التي يوقف عليها بهاء السكت.
والصيغة الثانية تحتمل الجملة الاسمية لان صدرها مقدر باسم هذه مولاتي،فهذه اسم الإشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مولاتي خبر مرفوع وهو مضاف إلى ياء المتكلم المقلبة الفا والياء ضمير متصل على السكون في محل جر بالإضافة جر بالإضافة.وانا في نظري الصيغة الثانية هذه مولاتي قرائنها منسجمة مع سياق النص وانساق، وذلك من أجل اثبات خبر العشق والحب لمعشوقته التي هي اسم مفعول موصوفة بأوصاف تمث بفعل سلوكي يختلف من عاشق إلى اخر،فعشق مولاة المتكلم غير معتاد،لأنه مرتبط بأبناء ومتفاعل معه،لان الإخبار بالشعب فيه قصديةتدل على أن عاشق مولاته يعشقها بطريقة مختلفة الراقية اضفى عليها حب الصوفية فهو العاشق بالعشق الدائم بدون انقطاع ولاتشظي فهو حاضر في الغياب داخل أحوال الوجد والانفعال والانفجار العاطفي.
وأن بنية العنوان تستجيب للوعي الدلالة النص ولنبر إيقاع ووزنه ولهندسة استراتيجية افكار النص المتفاعل مع الخرائط الشعورية الانفعالية والعاطفية،فبنية العنوان تعرف النص،والنص يعرفها،فهما ينطلقان من عنصر الادماج لكشف العلاقات الدلالية في انساق الجمل والسياق،حيث ان بنية العنوان تتشكل من المورفيم المقيد الذي لا يمكن استعماله مفردا،وإنما ملحق بيضاء المتكلم،وهو اسم مفعول من الثلاثي المجرد بسابقة الميم المفتوحة دالة على ثبوت الولاء والنصرة لعاشقته، وإعلان على المحبة لواحدة يعرفها الا قلب المتكلم.
وأن دلالة الفعل تنعكس على اسم المفعول المشاق منه حيث يتم توليد معاني ودلالات جديدة تتضاعف إلى الأولى والمستنبطة من الفعل غير المزيد لا يدل على زمن معين بل يدل على الاستمرار لانه يدل على حالة فعل الحال لأي تغير حيث يتسم بسمة ذاتية مشحونة بالعاطفة وتشخيص العشق الصوفي في ذات المولاة،لأنه يدل على السمو الروحي في العشق لكونه حالة نادرة في الوجد الشخصي بين ذاتين انسانية،لان المتكلم يتأمل في مولاته،وهذا التأمل منفتح على امبريالية في رؤيتها وأبعادها وتجلياتها الواردة في النص في إطار التناص .
وان العنوان ممتص ومستدعى من عناوين نصوص سبقته ونذكر منها قصيدة انت مولاتي للشاعر الشيوعي العراقي موفق ساو التي حل لها الناقد ياس خضير الشمخاوي في مقال عنونه برحلة في ذاكرة مغترب في الحوار المتمدن بتاريخ 31-12-2016.وكذلك استعمله نص سردي لواحد جهاد مطر بعنوان بين مولاتي وموالاتي في صحيفة المثقف الصادرة عن مؤسسة المثقف العربي العدد 3815 بتاريخ 14-2-2017.كما ان العنوان تم استيطانه من الثقافة الشعبية المغاربية التي تستعمل بكثرة كلمة مولاتي والتي لها السيادة والمكانة في المجتمع.
وبما أن العنوان عتبة للولوج إلى النص فماهي التشكلات التي تشكل الإيقاع في النص الشعري وتشاكله؟
3تشكلات الايقاعية في النص
1-3 جنسية شكل النص الشعري:
ينتمي النص الشعري مولاتي إلى الشكل التنازلي الذي يتجلى في القصيدة التي تعتبر نواة لتجسيد الشعر.فهي مجموعة من الأبيات عددهااثنين وثلاثون بيتا.والابيات تتفق في الوزن والقافية ،وتنشطر إلى شطرين متوازيين افقيين،توجد بينهما مساحة بيضاء مهيمن عليها النظام الوزاني الخليلي الكامن في البحر الطويل الذي أتاح للشاعر في توظيف صور اشارية وعبارات رمزية ذات صلة بموضوع عشق مولاتاه الذي يحتاج الى طول النفس وتموجه والى النغم،حيث يقع البحر الطويل في"ثمانية وأربعين صوتا،وهذا الكم من الأصوات يتراوح بين متحرك وسكان ليعطي الشاعر حرية التصرف للتعبير عما يجول في رؤيته من قوالب إيقاعية تمنحه إحساسا موسيقيا لا يكتمل في ذهنه إلا عندما تتألف عناصر المحتوى:الشكل بالفاظه وتراكيبه،والمضمون بمعانيه وأفكاره.وكل ذلك يتيح للشاعر إمكانات فنية أبان تشكيل قصيدته وبايقاعها"(2)،فتأتي هذه الإيقاعات مظهرة صوت الوجدان والانفعال العاطفي.فإيقاع النص يتحدد داخل الانساق اللغوية باعتبارها تنظيما للدلالة والقيم المرتبطة بالرؤية بواسطة البنية الصوتية والخطية والأنظمة الإيقاعية.حيث "تصير موزونة بنقلة منتظمة متى كان لها فواصل،والفواصل إنما تحدث بوصفات تامة،ذلك إنما يمكن أن يكون بحروف ساكنة،فلذلك يلزم ان تكون متحركات حروف الأقاويل الموزونة متحركات محدودة وأن تتناهي ابدا إلى ساكن،فاذن،نسبة وزن القول إلى الحروف كنسية الإيقاع المفصل إلى النغم.فإن الإيقاع المفصل هو نقلة منتظمة على النغم ذوات فواصل ووزن الشعر نقلة منتظمة على الحروف ذوات فواصل."(3)
3-2 المقاطع الصوتية في النص الشعري.
تمت صياغة النص الشعري من للفظ تتشكل بدورها من الصوت المكتوب اللغوي فهي اذن لا تتكون الا من أصوات لغوية جوهرية كائنية في ذات المتكلم،لأنها ذات اختيار نسبي متميز،والسبب في ذلك راجع إلى ان كل إيقاع شعري للكلمة تكون مستوحاة من النغم الموسيقي اللغوي عامة الذي يميز النص الشعري.
وأن الأصوات في النص الشعري تم الترميز لها بخطوط وشفرات تشير إلى ألفاظ وما يمكن إضافته ان هناك فرقا مابين الصوت المنطقة والصوت المكتوب في اللفظة ف (ال)التعريف في الكلمات التالية (الندى،الضيق،الروح) لها صورتها في الكتابة إلا أن صوتها يتحول إلى صوت موالي (ن،ض،ر) فالكتابة اللغوية تفتقد إلى الحركة والحس الموسيقي اللذين بميزان الكلام الملفوظ،ومن ثمة فإن الأصوات ترتبط بالصيف النحوية واللي فنية لتأسيس عملياتها.إضافة إلى العبور من اللغة المنكوبة إلى المكتوبة في النص لا تتأتى الا عن طريق التأمل الحدسي و الشعوري.بالأصوات اللغوية التي تتكون منها الألفاظ الشعرية العباسية تخضع للرسم العربي الذي تتمثل وظيفته في الإبلاغ وتنظيم النص.
والحق ان الأصوات اللغوية المكتوبة في النص الشعري تتكون من الضوء من والسوائل متنوعة ومتفاوتة الاستعمال.وهذا التنوع راجع إلى اختلاف مقاطع الصوت المرتبطة بالتموجات الصوتية لاحداث الانسجام وربط العلاقات بين المستوى الصوتي لاحداث الانسجام وربط العلاقات بين المستوى الصوتي والمستوى المعنوي،وإقامة التوفيق بين الحالات الواعية والإبداعية والادراكات الحدسية والعقلية في النغم الذي تحدثه الاصوات اللغوية التي تتاسس على التفاعل والتعدظ والتكرار.
ويمكن استخلاص من النص الشعري مولاتي ان مقاطع الكلمة الشعرية تبتدئ بالصوامت حيث تعتبر أصولا عكس الضوئي التي هي فروع"توجد في النفس والهواء الذي يخترق الفم دون نفس اللسان واللهاة،وأن كان لها تاثي في تقطيعه."(4)ويمكن تحديد المقاطع الصوتية على الشكل التالي:
الكلمة الشعرية..مق.ص.أكثر قصرا..مق ق ..مق متوسط مف.
بقلبي. ل. ب،ق. بي
هوى. ه. وى
لولاه ما. و. ل. ه لا ، ما
قلت مولاتي. ل،و ق ،م. لا،ما
فالنص الشعري يرتكز على الضوء من الاحتكاكية المهموسة بالبعد الوجداني الانفعالي المرتبط برؤيا وموقف الشاعر في إطار تفاعل مع تنويع الصياغة الصوتية،وخاصة عند تداخل ومزج بين الجمل الخبرية والجمل الانشائية والجمل الفعلية والاسمية في أنساق النص الشعري الذي اعتمد على التمويج والتلوين في الإيقاع من حيث القصدية،لان النص الشعري يكشف عملية توتر الحالة النفسية والوجدية في إطار الإدراك الحدسي حيث تحدث صورة تمويجية تنبع من وحدة ايقاعية فعولن /مفاعيلن تخالف الوحدة الموالية فعولن /مفاعيلن لتحديد التمويج التصاعدي التنازلي للايقاع الصوتي في النص الشعري،ففي الابيات 4الاولى يتضح استعمال أسلوب منولوجي يبتدئ بضميرالمتكلم (ياء)بقلبي،وينتهي بيضاء المتكلم لماساتي،لإبراز التوتر والانفجار العاطفي حيث تم مزج بين الحروف المهموسة والجهرية الاحتكاكية المهموسة (القاف ،الهاء،الحاء،الشين،الفاء،والباء)محفوظة بالإدارة الحدسي الترميز عن هوى المتكلم في إيقاع تصاعدي لينحدر إلى إيقاع تنازلي (لماساتي) وتم استعمال تداخل وتفاعل الضوء من الخلقية مع الصوامت الهمسية للتعبير عن حالاته العشبية التي هي بلسم للاحزان.
ويتضح من ما سبق ما سبق المقاطع الصوتية دورا استراتيجيا في التمويج النغمي عن طريق التجنيس الصوتي.
والحق ان المقاطع الصوتية في النص الشعري تتطابق مع كم زمني متواتر تنصير فيه العناصر،اذ،أن المقاطع الصوتية ليست اجتماع الحرف بالحرف بل هي شيء إضافي على الحروف ،ويتجلى في الإفصاح عن الزمن العشيق بطريقة الواعية.والمقاطع تتحدد بالأصوات المكتوبة التي تقارن بين الطبيعة المقطعية الصوتية المختارة وطبيعة المقاطع الاخرى التي تظهر في نفس النسق السياقي،او تكون مبنية على علاقة الشرط في أنساق البيت التي تتحكم في بناء مقاطع الصوتية،فكلمة لولاه ولولا ولولاك،هي التي أحدثت الغنى والنبى وتمويل النغمي في البيتين الاولين،ولايتاتى هذا إلا بتكرار الصوامت.
3-3. تكرار الصوامت
ينتج تكرار الصوامت عن طريق موافقة المقاطع في ما بينها لتشكيل بنية ايقاعية صوتية قصد تنظيم الاشطر الشعرية ويتحددالتكرار في:
*تكرار الحروف في المقاطع الصوتية في البيت الشعري،ففي البيت الشعري الأول تم تكرار حرف القاف مرتين وحرف الباء 3مراتوحرف اللام7مرات وحرف الميم مرتين وحرف التاء مرتين وحرف الباء والذين والشراء والعين والفاء مرة واحدة،ويمكن تحديد خارجها في الأصوات الحلقية حرف الهاءروحرف العين والأصوات اللهوية حرف القاف والأصوات الشجرية حرف الشين والأصوات النطعية حرف التاء والأصول الشفوية حرف الميم والباء والاصوات الذلقيةهي اللام والواو.ومن خلال المخارج يتبين أن النص الشعري وظف الحروف تبعا لدرجة انفتاح واقفال آلة المصونة حيث نلاحظ هيمنة الأصوات الاحتكاكية الأخوة والأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة.
*تكرار الصوامت في أواخر الاشطر الشعرية وفي أول البيت الشعري.

4-3 الصوائت في النص الشعري
استعمل النص الشعري الصوائت وهي الحركات الفتحة والضمة والحسرة وإزالتها بمد الألف ومد الواو ومد الياء،والوظيفة التي تقوم بها هي الوضوح في السمع للصوامت وتجويدها،كما استعمل اشباه السوائل نحوالياء الساكنة والواو ساكنة وكذلك حين تقع الواو والياء لاما في جذر الكلمات.وكما تم تكثيف استعمال الصوائت بالدم لإبراز حرارة العشق ومدى مدة استمراريته في تموجات التصاعديةو التنازلية للعاطفة وللانفعال والوجدان.
5-3 الحروف
تم توظيف في النص الشعري حروف المباني الهجائية وحروف المعاني.فالأولى هي التي لها دخل في أجزاء الكلمة وهي حروف الهجاء وتنقسم الى حروف قمرية التي تحتفظ معها لام التعريف بلفظها وهي الهمزة والباء والعين والحياء والجسم والكلف والواو والخاء والفاء والعين والثقافة والياء والميم والهاء.وحرف شمسية هي التي تتحول معها لأم التعريف إلى حرف من جنسها وهي التاء والدال والشين والشين والصاد والجاد والعطاء واللام والنون والراء.
أما حروف المعاني لها حضور في النص الشعري هي التي لها دخل في تركيب نسق الجملة اوالعبارة الشعرية وتكون بوظيفة نحوية وهي حروف عاملة ان وأخواتها وحروف غيرعاملة وهي متعددة حسب الاختصاص الكامن في حروف مختصة بالأسماء وهي حروف الجر وحروف متعلقة بالأفعال وهي للنصب والجزم وحروف مشتركة بين الاسماء والافعال وهي حروف العطف.وتتوزع حرة المعاني في أحرف الشرط والتحضيض والحرف الإستقبال والحرف التنبيه واحرف مصدرية.
ويلاحظ أن هناك انسجاما بين أصناف الحروف وأدواتها حيث تعد الأبجدية الإملائية للغة العربية من الابجديات الصوتية حيث وردت كتابتها طباعة الية،وأنها تمثل النطق تمثيلا سببيا ودقيقة في ان واحد.وفي هذه الحالة فالانسجام الصوتي داخل الكلمة والحروف المعنوية راجع إلى تساوي وتتمثل بنية وصيغة ووزنها.
6-3 القافية
ان القافية في النص الشعري لها دور أساسي في موسيقى آخر البيت ولا بد من وجود حرفين يعتبران بتعريف اللوزتين (اخرساكنين في البيت)وفي الوزن لم يكن هناك فرق بين الساكن الممدود وحروفه التي لا سكون ولاحركة عليهامثل ابياتي، ذاتي، خياناتي....وللقافية في النص الأحرف التالية:
*الروي وهو حرف التاء الذي تأسست عليه القصيدة وان سي إليه بذلك فهي قصيدة تائية،بحرف التاء هو حرف الروي في الكلمات التالية الواردة في النص (ابياتي،ذاتي،ليلاتي،لماساتي،اناتي،لحظاتي ،ذاتي،تلذاتي، نغماتي،ابياتي،الاتي،الوريقات،نشواتي،خياناتي،منجاتي.
مولاتي،).
* الوصل هو حرف المد الذي يقوم باشباع حرفي الروي وهو مد الياء المهيمن في خمسة عشر قافية باستثناء الوريقات.وهذا يدل على حضور التداعيات والاحاسيس
والانتثال في الغنائية المرسلة حيث ان السمة الطاغية هي تجسيد الجانب النفسي للشاعر.
*التاسيس هو الف بينها وبين حرف صحيح متحرك مثل نغماتي مناجاتي
كما تم استعمال التضمين في النص الشعر بحيث تعلقت قافية البيت الأول بالبيت الثاني.
وبالنظر الى عدد الحروف الواقعة بين ساكني القافية فهي تتراوح مابين حرفين وحرف واحد ولاشيء،فالأول تسمى القافية المتداركة والثانية تسمى القافية المتواترة والثالثة تسمى القافية المترادفة.وأن هذا التنوع في استعمال القافية يحيل الى التمويج الانفعالي والعاطفي للإيقاع الصوتي فيه تفاعله مع التشكيلات الجمالية والتاويلات الدلالية.
الخاتمة
ان البنية الصوتية لها علاقة تفاعلية بينها وبين العنوان مولاتي،الذي يشكل قافية في آخر البيت للقصيدة مولاتي كما له حضور في حشو أبيات القصيدة لذلك يعتبر قطبا نوايا في بناء شكل وهيكل ودلالة النص الشعري.كما ان البنية الصوتية تلعب دورا استراتيجيا في إدماج بين النبر اللغوي والشعري والدلائل والنغمةالموسيقية والادراك الحدسي قصد أحداث لذة إيقاعية في النص الشعري.
الهوامش 
1-إدوارد سعيد:خيانة المثقفين ترجمة أسعد الحسن ص130
-
3- الفارابي :الموسيقى الكبير ص 1058
4- القاضي عبد الجبار:المغني ج7 ص76

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.