السبت، 30 يونيو 2018

اللعنة المجهولة بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد



اللعنة المجهولة
نعيش بين أشيائنا التي ربما نألفها و هي من دون أدنى شك تألفنا،فيها روح لا نحس بها و لا نشعر بتواجدها داخل الموجودات من الجمادات التي تحيط بنا،تئن لفراقنا إذا فارقناها و قد تبكي و تنتحب في صمت مؤلم رهيب قد يفوق ألمه ألم الكائنات الحية من نبات و حيوان و بني البشر،و لعلها منا أرهف حسا و أطهر وجدانا من بني آدم:ذاك الكائن الصندوق الذي يجمع في طياته أحاسيس نفسية عديدة معقدة،هذا الكائن الذي تغير عبر مرور العقود و السنين إذ طفق يرمي ما بداخله و ما هو عالق به من أخلاق سامية و هو يعبر سبيل عيشه على هذه البسيطة و بكل محطة من تواجده حرب و موت و دم،اعتاد اللون الأحمر القاني و صار لا يخيفه بل ربما يبهجه أحيانا و قد يمارس تعاويذ و معاهدة مع الشيطان لنزفه ببرودة من أجل مصلحته الشخصية،ها هو اليوم و بكل بساطة صار إنسان اليوم صندوق خرب و قلبه أشد قسوة من الحجارة،فسطر نواميس و خط شرائع جائرة مجحفة زائفة هي كسيوف على رقاب الضعفاء في الأرض،أرض ملت من حمل ألم الموجوعين و ضر المكلومين و لعنة المظلومين و جور السفاحين و حقد الأغنياء على الفقراء لفقرهم و حسد الفقراء الأغنياء على غناهم و مالهم،إنسان لا يهمه أحد لا من بالسماء و لا من بالأرض فبنى صروحا و مماليك بجماجم بني جلدته و هو ينام ملئ ليله لا يجد ضميرا على وسادة وضع رأسه عليها و لا قلبا قلب مواجع الندم فيه.ماذا حل بنا اليوم يا ترى؟ و كيف صرنا كالأنعام أو أظل؟ أو كالجمادات أو أكثر؟أهي لعنة التطور و التكنولوجيا و التقدم؟أم هي طقوس الساحر الذي وقع عليه سحره و صار يتقلب في براثين ظلمة ليل ليس له فجر؟ 
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.