السبت، 30 يونيو 2018

لوامع السماء بقلم محمد الصغير الحزامي

لوامع السماء
هلّ علي البدر ذات ليلة ليلاء
في لحظة إنتعاش وصفاء وبهاء
محمّلا بالحبّ والهيام والهناء
والودّ والغرام والرجاء
إذ بعد طول إنتظار وترقب طويل
مرّ علي في الحسبان عدّا من سنين 
فأشرق منه القلب بالضياء
وإنبهر منّي بنوره الوضّاء ...
كالبرق في لوامع السماء
فمن روعة كمال تناسق جسمه الرشيق
طول وعرض مع تكامل البنيان
ورموش وحواجب وعيون كالغزلان
ووجه كالبدر في إستدارة الكمال
سحرني وشدّني إليه بالوتين
قوامه رفيع ملولب كغصن البان
وخدّه كأنّه تفاحة النزول م الجنان
في حمرة ورونق من صنع ربنا السبحان
ناعمة .. هادئة .. 
رقيقة الوجدان 
كالوردة الفوّاحة للروح والأركان
ذات جمال نفس وفهم وإتّزان
لمّا رأيته تملكني أحساس في الوتين
وانفعل مرتعشا .. 
مضطربا القلب والجيّاش بالحنين
فانخرم العقل ورجاحة التفكير
وتهت وتاه منّي الإتزان في التدبير 
سحرني بحسنه فاسر الكيان
فضاع مني النطق والكلام والبنان
وارتفعت دقّات القلب فاصبحت أوتار
كما لوكانت تعزف موسيقى الودّ والغرام
إرتعشت أوصالي.. 
وفي إضطراب وذهول تداخلت أوتاري
لما أصابها من إندهاش و إعجاب 
وتعلق غير مشروط بالاعتاب
لأنها بحق ..ورغم سرعة الزمن 
وإنطواء مراحل التعارف والتناغم بقدر
سلبت منّي الروح ومهابة الأيّام 
فإلتحقت رغم مرور العمر 
بقيس وجميل في جنون الحب والانغام
فتعلقت بالهناء الذي كان من القمر 
وتمسكت بالغرام تنفيذا لارادة القدر

محمد الصغير الحزامي / تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.