أيتها القديسة الأنثى
أنت الأم والحبيبة والأخرى ..
من ضوء الشموع
أنت الأزهى ..
ومن تَوهُّج الشمس
أنت الأبهى..
ومن شَهْدِ النحل
أنت الأحلى..
أراكِ بين جنان الزهر؟؟..
حين لامسك الحبق
استقيت منه العبق..
فاستنشقت من زفيرك نسيمَ الشدى
ومن جيدك طيب العطر
فأنعشني حتى الرعشة الأرقى ..
وأنت الأنقى ..
أنت الطاهرة والأسمى
كصفاء زلالِ زمزم
أيتها القديسة الأنثى ..
***
أمّي : أنت الأولى والأغلى
لمّا أُقبِّلُ قدميك
أكون قد توضأت
فأصلّي...
وحبيبتي : أنت الثانية والأندى
فيك العشق والغرام والسجى
حين أطوف حولك
أسكر حتى الثمالة المثلى...
أما الأخرى:
اِسألوا العظماء ؟؟
اِسألوا قيسا وجميلا ؟؟
اِسألوا عنترة وشهريار ؟؟
اِسألوا مَنْ وراء الأبطال ؟؟
أيّتها القديسة الأنثى
***
أنتِ ملائكية الأصناف
وكاملة الأوصاف
أنتِ فردوسيةُ الألوان
وموناليزيةُ الأطباق
زادكِ الخجلُ بريقا
وأنتِ الأطيب والأشهى
يركع الوُلَّهُ عند قدميك
وينحني أوفياءُ الهوى
ليلعقواْ أناملَكِ
اِسأليهم:
كعشاق أسقمهم الهوى
هكذا خُلقتِ، يبجلونك
ويسعون الرضا
من مقامك الأبقى
أيتها القديسةُ الأنثى
***
لولاكِ لَمَا خُلِقَ الجوى
ولا أضاءت شموعٌ ولا ثريا
أنت الشِّقُّ الأول والأقوى
وأنا النصف الثاني طالني الصّدأ
أدخليني رحابَ السمر والمغنى
وعلميني الغرام والعشق
لأكتملَ كالبدر
وأولد عند بزوغ الفجر
لأرضع من نورك البهاء...
أنت الرّشوفُ الفضلى
أجدك في دموعي
ونَفَسي ، وضائقتي
مادمت حيا
منك الشّذو شذا
وأنت جُبُّ مَسْقَى عشقٍ
تروي الظّمأى
لولاكِ لَمَا كُنتُ ولا كانَ
ولا كان الموتُ
وأنت المُرتقى
أيتها القديسة الأنثى
***
رشقتكِ أقلام ٌ وسجلتْ لك :
أنت التاريخ الشامل المدى
كم من فتائل حروب أوقدتِ ؟
وكم من نار حرائق أذكيتِ ؟
وكم من أرواح أفنيْتِ ؟
اِسألي أطلالَ طروادة
وخنادقَ البسوس؟
اِسألي نيرونَ وقرطاجةَ
ورحَى الزّمن الغابر؟
فأنت دوما الدّاءُ والتّرياق
أيتها الفاتنة الأنثى...
***
سَلامٌ على أمّي
وسلامٌ عليكِ
وسلام على الأخرى ...
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.