بسم الله الرحمن الرحيم
"حرب إبادة لا نصر ولا شهادة "
تقديم الدكتور احمد محمد شديفات/الأردن
عندما تختل الموازين ,وتتناغم مصالح المفسدين الحاقدين, على حقوق المساكين والأمة والدين، وتبدأ الحركات والفتن والحروب المشبوه عندها يتعانق الخصمان ,ويتصالح الناسك مع الشيطان والعاقل يعتمد على الجاهل، والمتواضع يحتضن الشرير,عندها يدرك العاقل بداية النهاية وحدوث انقلاب الموازين، وحلول الفوضى البشرية ,وانحطاط الحياة السياسية والإنسانية والخروج عن سكة الحقيقة، عندها يبدأ الإنحدار والتسارع نحو الهاوية الابدية (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ*وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ*وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ*وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ)
هذا التسارع والتهافت والتسابق والتنافس في مجال النفاق والرياء الاجتماعي وإشعال وتأجيج نار الفتنة يعقبه التفنن في التخريب والقتل والتحريق ثم حسرات وتفاهات ومناكفات تلك هي نتائج الاعمال الشريرة والأنفس الحقيرة, عندها تطفو على السطح المصالح الآنية والأشخاص المنسية كرمم مرمية وجيف منتنة رائحتها كريهة,عندها ينادي منادي الشيطان الرجيم بأعلى صوته القبيح على أعوانه إن أغدوا علي من كل مكان فالأمر قد بان فهي حرب إبادة لا نصر فيها ولا شهادة، فيبدأ برسائله المعهودة ومقابلاته المذمومة المسمومة والتنظير والتلميح والتلويح والتهويل والتحليل من أجل التضليل والتضييع والتمويه,وعندها تسمى الاشياء بغير اسماءها وتمتدح الرجال بغير أوصافها وأفعالها من خلال أطماعها وإرهابها عندها انتهت الأمة وأشرفت على الغمة وتناست أواصر القربى وبدل الأخوة حل التنافر والتناحر والثأر والجفاء والحقد والبغضاء,وعندها تناغم سكاكين الجزارين لتلتقي على الضحية لتقطيع وتقسيم أوصالها,عندها تقف وتتأمل وتسال نفسك ماذا دهاك أيتها الأمة أين الأبوة والأخوة والعمومة من منا لا يحب العراق بكافة أطيافه ,وليبيا بعراقة قبائلها والسودان بلون مائه ,وتونس الخضراء, ومصر الكنانة, والجزائر بمليونها الشهيد،واليمن بحفاوته ولطافته, ثم سوريا وشاماتها وعلاماتها ونهر بردى ونبع الفيجة ,ودمشق عاصمتها إسلاميتها وعروبتها عباسيتها وأمويتها آثارها وربوعها مصايفها وخضرتها ونظافتها وعذريتها وطهارتها,معاملها ومصانعها وحرفها التقليدية وصناعاتها,وموقعها وقربها, أهلها وعلمائها وعائلاتها,جمعياتها وتكياتها وميادينها وشهرتها وجوامعها ومآذنها ومزاراتها ومتاحفها وأبوابها العتيقة وكناسها العتيدة, وجيشها وشهدائها من فجر الاسلام الى صلاح الدين ويوسف العظمة وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش, وشعرائها وقصائدها ومسارحها وأناشيدها ,فرحتها وحلتها وطرحتها وزينتها وخضرتها وسياحتها وساحاتها في معضميتها ودمر والهامة والعين الخضراء وعسال الورد وبقين والزبداني ومشتى الحلو وصلنفة...منتجعاتها وغاباتها ومقاهيها ومتنزهاتها وأهلها.
احياءها المرجة, الميدان, باب المصلى, أسواقها سوق مدحت باشا, سوق الحميدية, سوق الهال, ركن الدين, القصاع, الصالحية, الشعلان, والاكراد, باب توما, وحارة اليهود, والمزة, والمهاجرين, وقاسيون ظل دمشق وحاميها, وحواضرها
وامتداداتها القدم, وداريا, والكسوة, وحرستا, وضمير وغوطة الشهداء حضارة امتزجت وتعانقت وأنجبت حضارة ونسلا طيب الاعراق هذا فيض قليل مما حباها ربي وأعطاها عندها تسال وتتساءل عن هذه الأمة ماذا حل بها ودهاها اين العقلاء والروابط والصلات(يخربون بيوتهم بأيدهم)ثم أنظر دمار حلب الشهباء عاصمة الحمدانيين غاب عنها سيف الدولة الى الابد الأبدين, ولاذقية العرب وساحلها الازرق كيف لوثة مياهه أساطيل وقواعد الروس الملعونين المحتلين، ثم راس البسيط كيف أحرقت أشجاره وجفت ينابيعه,وباب الهوى كيف أغلقت أبوابه ونوافذه وأختنق شبابه.
وأنظر جسر الشغور كيف طارت من أرضه الطيور, وحمص وباب السباع ومقام خالد بن الوليد لقد القت الارض ما فيها وتخلت عن كافة مسؤولياتها ثم الرقة كيف حلت بها العصابات من كلل الملل والزعرنات ، وبو كمال والقامشلي والجزيرة وأدلب والقواعد الأمريكية والاحتلال لأبار الغاز سهولها اصفرت بعد اخضرارا حدادا على ما بناه الأجداد وقطع أوصاله الأبناء, ثم طرطوس وبانياس حاضرة البحر وقلبه جزيرة إرواد حاصرتها أساطيل الأوغاد من كل باب الشواطئ تحمل كل انواع الدمار تنتظر قذف سمومها على سوريا العروبة والاسلام
ثم مروج حوران مخازن روما درعا السويداء,وبصرى الشام ولقاء رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام مع بحيرا من مسيحي بلاد الشام,ثم هضبة الجولان حيث القنيطرة ورأس الشيخ وذكرى اليرموك مستودع المياه وحامية دمشق وضواحيها
أين أين أنت يا ديار الخير لا أنيس ولا جليس لا جار ولا دار كل بيت حل فيه الغبار إرهاب في إرهاب تلاه حرق ودمار لا نصر فيه ولا شهادة وإنما حرب إبادة كل ذلك بأموال عربية وأيدي وطنية تدعي القومية ,فاتقوا الله ببلدكم وأهليكم وبناتكم وأعراضكم وشبابكم لقد طالت غفلتكم ,كفى تنظير تصالحوا وتصافحوا وتناسوا ومسحوا جراحكم وترحموا على شهدائكم
وخذوا حذركم وتذكروا وانظروا حواليكم كلاب مسعورة ووحوش ضارية وطيور كاسرة جارحة تنتظر وقوع الفريسة والضحية وقد وقعت؟؟؟وهاهي انهالت عليها بأنيابها وأظافرها ومخالبها وحقدها لتنهي حضارتها وتمحو بالدمار زينتها وتحل محلها وتبقى وصمة عار في جبين أهل الزمان على ما فعله الإنسان اتجاه أخيه الإنسان وفي ذلك أكبر بيان والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.