الاثنين، 26 فبراير 2018

فتح سبيطلة بقلم د. صالح العطوان الحيالي


معركة العبادلة السبعة " فتح سبيطلة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 23-2-2018
العبادلة السبعة هي معركة قامت ما بين المسلمين والروم في القرن الهجري الأول في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقد انتصر المسلمون فيها انتصاراً ساحقاً على الروم، حيث ذكر بعض المؤرخين أن عبد الله بن سعد غزا إفريقية في جماعة من الصحابة، فلقي جرجيرًا في سُبيطلة، وهي مدينة على سبعين ميلًا من القيروان، فقتل جرْجيرًا وهو في مائة ألف، وصالح ابن أبي سرحٍ أهل الحصون وأهل المدائن على مائة ألف رطل من الذهب. 
قصة المعركة 
ــــــــــــــ استأذن عمرو بن العاص والي مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتح أفريقية، إلا أنَّ الخليفة لم يستجب لطلبه. وقد أراد من وراء ذلك أن يثبِّت أقدام المسلمين في مصر وطرابلس، فلمَّا كان عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان أجاب واليه على مصر، الذي تقدم بنفس الطلب، فأُوكِلَت إليه مهمَّة هذه الحملة، وانتقى الخليفة من المدينة خيرة أبناء الصحابة وهم:
عبد الله بن الزبير
عبد الله بن العباس
عبد الله بن جعفر
عبد الله بن عمر بن الخطاب
عبد الله بن مسعود
عبد الله بن عمرو بن العاص
معركة سبيطلة هي معركة قامت ما بين المسلمين والروم في القرن الهجري الأول في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد انتصر المسلمين فيها انتصارا ساحقا، حققوا فيها نصرا ساحقا على الروم
صحب القادة والولاة في عملية الفتح عددا من الصحابة والتابعين، فحين دخل طرابلس الصحابي عبد الله بن أبي سرح سنة 27 هـ صحبه عدد من الصحابة، وسميت هذه الغزوة العبادلة التي اجتمع فيها سبعة من كبار الصحابة كلهم يحمل اسم عبد الله وهم عبد الله بن العباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن أبي سرح، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، دخلوا برقة، ومنها إلى طرابلس، ثم إلى افريقية وبقوا سنة وثلاثة أشهر. وقد عدد صاحب معالم الإيمان ثلاثين من كبار الصحابة ممن دخلوا إفريقية، وذكر بعدها اثني عشر ممن ولد على عهد رسول صلى الله عليه وسلم ولم يره من الصحابة منهم على سبيل المثال، المقداد بن عمرو، كعب بن عمرو الأنصاري، أبو ذر الغفاري، رويفع بن ثابت، حمزة بن عمرو، عبد الرحمان بن أبي بكر، بلال بن الحارث، المسور بن مخرمة وغيرهم، ومن الذين ولدوا في عهد رسول الله ودخلوا إفريقية عبد الرحمن بن الأسود، عاصم بن عمر بن الخطاب، عقبة بن نافع، عبيد الله بن عمر بن الخطاب، مروان بن الحكم، وغيرهم. 
وعلى الرغم من الفترة الزمنية غير الطويلة التي مكثوها فإنهم فيما يبدو للباحثين وضعوا أساسا للدعوة الاسلامية فهم أول من أشاروا ببناء المساجد وهم أيضا أول من تصدروا الدعوة إلى الله بين البربر، ومن الصحابة الذين دخوا القيروان فاتحين أورد المؤرخون أسماء الحسن والحسين بن علي بن أبي طالب وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وسفيان بن وهب الخولاني وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن نافع الحصين ومعبد بن العباس بن عبد وجرهد بن خويلد الأسدي الأسلمي وجبلة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة الأنصاري والحارث بن حبيب بن خزيمة القرشي العامري وحبان بن أبي جبلة ورفيع بن ثابت بن السكن الأنصاري النجاري ومسعود بن الأسود البلوي والمقداد بن الأسود الكندي والمنيذر الأسلمي وأبو ذؤيب الهذلي وأبو رمثة البلوي وأبو زمعة البلوي
فتح إفريقية
ــــــــــــ عندما أراد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يفتح البلاد الأخرى القريبة والبعيدة من الجزيرة العربية وأن يوسع حدود الدولة الإسلامية قام بتكليف بعض القادة ومن أبرزهم عمرو بن العاص لفتح مصر والشام وبعد ذلك فتحوا ليبيا ولكن لما اغتيل عمر بن الخطاب قام عثمان بن عفان بولاية شئون المسلمين، وصار خليفة عليهم قام بعزل عمرو بن العاص وولى مكانه عبد الله بن سعد بن أبى السرح فأراد أن يثبت له أنه قادر على استكمال الفتوحات، فجهز جيشا لاستكمال الفتوحات وتوجه بالجيش إلى مصروكان اسمه ((جيش العبادلة)) لأنه كان يضم العبادلة الأربعة فجمع عدد من المقاتلين من مصر وقدر عدد الجيش الذي شكله بن السرح إلى مايصب إلى 70000 مقاتل من أبناء الجزيرة العربية ومصر ثم إلى برقة بليبيا وهناك لقى عقبة بن نافع وقد جهز عقبة جيشا من أهالى برقة لكى يضاف إلى الجيش الذي مع بن السرح وبعد ذلك اجتمع عقبة مع بن السرح لوضع خطة لفتح سبيطلة
الخطة 
ــــــــ عند اجتماع عبد الله بن أبى السرح بعقبة بن نافع الذي كان مقيما في برقة وهو ذو دراية بالأحوال البربرية ويعرف طرق الصحراء لأنه عاش بينهم فترة طويلة وأثناء الاجتماع أخبر عقبة عبد الله بأن المعركة القادمة هي من أهم المعارك في تاريخ المسلمين حيث أن هناك ملك مستبد يدعى ((جرجيريوس)) ويطلق عليه اسم ((جرجير)) وهذا الملك يهابه كل الناس من طرابلس في ليبيا حتى مدينة طنجة في المغرب لأنه استقل بحكمه عن امبراطورية الروم وهذا ما يجعل الناس يخافون منه ويرهبونه ويتخذ من مدينة سبيطلة عاصمة له وأنه يجب عليه عند فتح سبيطلـة عدم إقامة أى حملة جانبية حتى لاينقض الروم والبربر عليهم فيقتلوهم ويستنزفوا الجيش الإسلامي حتى أنه نصحه بعدم فتح طرابلس أول المدن التي سيمر عليها الجيش الإسلامى
جرجيريورس 
ــــــــــــــ عندما علم جرجيريوس بالأمر اجتمع بضباطه وجنوده وخطب فيهم بأنه يجب أن تكون نهاية العرب والمسلمين على يد أهل سبيطلة ومما أغرى أتباعه أنه خصص جائزة لمن يقتل عبد الله بن سعد بن السرح وهى ألف دينار وزواجه من ابنته فتسارع الضباط على هذه الجائزة المغرية وعندما علم عبد الله بن سعد بالأمر استهزئ وسخر مما يفعله جرجير وخطب في المسلمين بأن من يقتل جرجير فإنه سيعطيه ألف دينار ويزوجه ابنة جرجير وبهذا صارت ابنة جرجير معلقة ما بين المسلمين والروم ولكن لم يكن هذا غاية المسلمين إذ أنهم لم يرد واحد منهم زواج ابنة جرجير أو الحصول على ألف دينار وإنما كان هدفهم هو فوز المسلمين وتحقيق النصر في كل أرجاء الأرض. 
المعركة 
ــــــــ تجمع الجيش الإسلامي للمعركة ولم يفتحوا أى مدينة تقابلهم كما أوصى عقبة حتى لاينقض عليهم البربر والروم ويقضوا على الجيش الإسلامي وعندما وصلوا إلى سبيطلة اشتبكوا مع جيش جرجير واستمر ذلك عدة أيام ولم يستطيعوا إحراز أى انتصار على جرجيريورس لأنه عند حلول كل ظهيرة ينسحب جيش جرجير لكى لايستنزفهم المسلمين ولكن استأخر عثمان بن عفان نصر المسلمين، فبعث إليهم جيش آخر ((مدد)) بقيادة عبد الله بن الزبير حتى ينهوا المعركة
اجتماع عبد الله بن الزبير مع بن سعد 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وصل جيش عبد الله بن الزبير إلى المكان الذي يخيم به المسلمون ووضعوا خطة جديدة وكان مقترحها هو ابن الزبير وهى أنه عندما يحارب المسلمون في المعركة يقوم القادة باستئناس مجموعة من خيرة المقاتلين من القتال وعندما تنتهى المعركة كالعادة ينقض هؤلاء الجنود على جيش جرجير فيقضوا عليه ثم يستولوا على مدينة سبيطلة وبهذا يفوز المسلمون
تنفيذ خطة ابن الزبير 
ــــــــــــــــــ بعد انتهاء المعركة في يوم ما، استأنس بن الزيبر عدد من الفرسان وبعد أن انتهت المعركة انقض الفرسان على جيش جرجير مفاجأة وقضوا عليه وحاصروا سبيطلة وانتصروا في المعركة وقتل عبد الله بن الزبير جرجير وأسروا ابنته التي لم تطق الأسر فانتحرت بأن أوقعت نفسها من على سنام الجمل
الانتصار
ـــــــــــ وقد سارع شيوخ القبائل أن يتصالحوا مع المسلمين وفرض المسلمون ضريبة دفاع على من لم يبتغِ الدخول في الإسلام وهى ثلاثمائة قنطار من الذهب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.