الخميس، 1 فبراير 2018

عتاب الأحبة بقلم الشاعر أحمد صلاح


عتاب الأحبة
يا من عتابك للفؤاد مطية
وكلام نصحك شاقني بكاني
أرجع فقلبي لم يطق هذا النوى
شوقي إليك يزيد من أشجاني
إن كان ذنبي أن تغيب فإنني
أتوب منه و أشتري أحزاني
و سأسكب الدمع الغزير لكي تعد
و أبيع دنيا اللهو للشيطان
هذا إلتزام من فؤاد نادم
متشفعا بالصدق من إيماني
إرجع كما قد كنت خير معلم
فالقلب مثل التائه الحيران
من للضعيف إذا أنتضت حساده
لسلاحهم والكيد و الشنآن
أحتاج آزرك يا أخا أمنيتي
كي أستعيد نضارة الإحسان
قف في جواري كي نصد عدونا
و نرده بخيبة الخسران
يا خيبتي إن كان ربي قد قلى
حبي بذنب صابني أشقاني
يا ويح نفسي ما أنا حقا أنا
فلقد صرعت ليرتقي أقراني
و نزلت أبحث عن سفاسف علتي
و ركبت موج التائه الغرقان
وتركت نفسي لعبة لعدونا
ليسوقها بوساوس الخذلان
في إتجاهات الغواية و الردى
و في بحور الشك و الإدمان
و بعدت عن شط الهداية و النجا
و قربت من نار الذي أعماني
و شربت من كفيه كأس مرارتي
فيها من الإيحاء ما أغواني
سحرت بها غصبا عيون بصيرتي
فسولت للنفس ما أنساني
أن الرقيب الله ينظر كلما
نظرت إليه غشاوتي وبناني
و اليوم أبكي ذنب نفسي في حياء
متذللا لله من سواني
أن يستر العبد الذي شردت به
دنيا الهوى بمواطن التيهان
و يغفر الذنب الذي كسر العصا
لتتيه نفسي غيبة الرعيان
وينير دربي و الصراط إلى الهدى
و يصد عني صولة السلطان
ويرد نفسي نحو فطرتها التي 
خلقت عليها قبل أن أنساني
و تباعدت عن كل ما خلقت له
و عصيت رب العرش و هو يراني
و تساهلت كسب الذنوب بجهلها
و سوفت لتوبة الأزمان
لم ترعوي بالشيب و هو نذيرها
و لا بسقم الروح و الأبدان
و غرها حلم العليم بحالها
و تقاعست في معظم الأحيان
تب يا رحيم على الذي إن
قطعت به الأسباب يا رحماني
و توصدت في وجهه أبوابها
و غاب جهد الصحب و الإخوان
و غدى طريدا خائفا مترقبا
لغيث جودك يا عظيم الشأن
و الحمد لله الذي من شأنه 
إغاثة الملهوف و الظمآن
الخالق الرب الذي من خوفه
عنت الوجوه لهيبة الرحمان 
_________________________________
|
أحمد صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.