عتاب الأحبة
يا من عتابك للفؤاد مطية
وكلام نصحك شاقني بكاني
أرجع فقلبي لم يطق هذا النوى
شوقي إليك يزيد من أشجاني
إن كان ذنبي أن تغيب فإنني
أتوب منه و أشتري أحزاني
و سأسكب الدمع الغزير لكي تعد
و أبيع دنيا اللهو للشيطان
هذا إلتزام من فؤاد نادم
متشفعا بالصدق من إيماني
إرجع كما قد كنت خير معلم
فالقلب مثل التائه الحيران
من للضعيف إذا أنتضت حساده
لسلاحهم والكيد و الشنآن
أحتاج آزرك يا أخا أمنيتي
كي أستعيد نضارة الإحسان
قف في جواري كي نصد عدونا
و نرده بخيبة الخسران
يا خيبتي إن كان ربي قد قلى
حبي بذنب صابني أشقاني
يا ويح نفسي ما أنا حقا أنا
فلقد صرعت ليرتقي أقراني
و نزلت أبحث عن سفاسف علتي
و ركبت موج التائه الغرقان
وتركت نفسي لعبة لعدونا
ليسوقها بوساوس الخذلان
في إتجاهات الغواية و الردى
و في بحور الشك و الإدمان
و بعدت عن شط الهداية و النجا
و قربت من نار الذي أعماني
و شربت من كفيه كأس مرارتي
فيها من الإيحاء ما أغواني
سحرت بها غصبا عيون بصيرتي
فسولت للنفس ما أنساني
أن الرقيب الله ينظر كلما
نظرت إليه غشاوتي وبناني
و اليوم أبكي ذنب نفسي في حياء
متذللا لله من سواني
أن يستر العبد الذي شردت به
دنيا الهوى بمواطن التيهان
و يغفر الذنب الذي كسر العصا
لتتيه نفسي غيبة الرعيان
وينير دربي و الصراط إلى الهدى
و يصد عني صولة السلطان
ويرد نفسي نحو فطرتها التي
خلقت عليها قبل أن أنساني
و تباعدت عن كل ما خلقت له
و عصيت رب العرش و هو يراني
و تساهلت كسب الذنوب بجهلها
و سوفت لتوبة الأزمان
لم ترعوي بالشيب و هو نذيرها
و لا بسقم الروح و الأبدان
و غرها حلم العليم بحالها
و تقاعست في معظم الأحيان
تب يا رحيم على الذي إن
قطعت به الأسباب يا رحماني
و توصدت في وجهه أبوابها
و غاب جهد الصحب و الإخوان
و غدى طريدا خائفا مترقبا
لغيث جودك يا عظيم الشأن
و الحمد لله الذي من شأنه
إغاثة الملهوف و الظمآن
الخالق الرب الذي من خوفه
عنت الوجوه لهيبة الرحمان
_________________________________
|
أحمد صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.