الاثنين، 29 يناير 2018

إمام المشركين بقلم الشاعر سعد بن محمد خير

إمام المشركين(1)
صهيب الشوم لست صهيب شامي
وأين الشؤم من يمن الشآم 
فهل أنفقت مالك في زكاة
كما أنفقت علمك في الكلام 
إذا لم تنفق الأموال طولا
فليس بنافع طول القيام
صلاة المنفق الأموال نور 
وأما أنت تصلى بالضرام
فما تنفك سهوا عن صلاة
وما تنفك منعا للحطام

تصوم الدهر عن عمل الكرام
ولست بعارف معنى الصيام
إذا لم ترحم الجوعان فقرا
فليس يفيد صومك عن طعام
وليس يفيد صومك عن حلال
إذا ما كان فطرك بالحرام
يموت الناس من جوع وعري
و إنك سوف تقتل بالبشام

وكيف تحج بيت الله طهرا
وكيف تقوم في ذاك المقام 
وكيف تسوق أهل الحج وفدا 
وأنت تخوض في هذا الظلام 
أتحسب أن حجك سوف يمحو 
ذنوبا دونها كفر الأنام
لئن يكن الأنام عبيد مال 
فإنهم لأشبه بالإمام
ولم أر في عيوب الناس عيبا 
كنقص القادرين على التمام

إمام المشركين (2)
إمام المشركين ولا أبالي
إذا قالوا تغالى في المقال 
فإن عبادة الدينار كفر 
ولم أعرف كمثلك عبد مال
ومثلك ماله في الناس مثل 
كأنك قد سفلت عن المثال
عبدت المال حتى صار ربا 
وصرت إمام أصحاب الشمال
وإنك تنهب الأوقاف نهبا 
وإنك سوف تأثم بالنعال

عليك عمامة نصبت كفخ
لنصب المال أو صيد الرجال 
وما جمعت من سحت وبخس 
فلا أدري أينفق في الحلال
إذا ما جاءك المحروم سؤلا
أطال شقاءه طول المطال 
فلا تغنيه من فقر بمال 
ولا تكفيه من ذل السؤال

لبئس القوم من علماء سوء
إذا لم تعلموا علم الفعال
فليس يفيد أن تدعو لهدي 
إذا ما كنت ترسف في الضلال
تذود الناس عن ورد الجحيم 
وأنت بنارها لا ريب صال 
فلا تطمع دخول جنان عدن
فإن دخولها بعض المحال 
(ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على الكمال)

خاتم الشعراء 
سعد بن محمد خير بن عبد القادر الزيتوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.