الجمعة، 29 ديسمبر 2017

غابت عني بقلم الشاعر خالد العطار


غابت عني ثمانِ ليال
وشهرٌ لسِتِّ حججٍ قد أتَمَّه
ترَكَتْ بصدري وجع رحال
وهمُّ أثقل الفؤاد..
وما أتعس الفؤاد وهمَّه
معلمٌ.. وما كنت أدري بأني
أنا التلميذ إن أقبلت الذكرى تضمَّه
ورعشة الفؤاد تسري بنبضي
إن مر طيفُها ..
كرعد وبرق ومس جان قد ألمَّه
أقبل العام فدخلت فصلي
ومع الغلمان..
أريج قلب حسبتني أشمه
فنَّدتُ عيرَ القلوب بشوق
ورحت أتحسس ريح قميص 
مزَّقَتْه يد الفراق وأعياني دمه
من بين الغلمان غلام تبسم
ومن بسمته تذكرت انا ..
تبسمَ أمه
ناديته .. ضمتني عيناه 
فاحتضنت قلبه
ورحت أقبل يد الغلام
وبصدر أشواقي أضمه
وقعت مغشيا على قلبي
وأفقت بعطرها المنثور بين خديه وكمه
وشممت أريج أنفاسها فوق الجبين
ودفء إحساسها كشعاع الشمس يَمَّه
سألته من أى البلاد واسمِهِ
رد الغلام ...
وليت الغلام ما رد الجواب وأتمه
وكأن الصوت لها 
وكأن الثغر لها 
أما الاسم هو اسمي أنا
وسكناه كسكناى بقلب أمه
لملمت أوراقي ...
وقِطرِ الدمع البواقي
وودعت جار النبض فيها
وهمت على وجهي مغتربا
فمن جاد بالجميل لابد وأن يتمه
الشاعر خالد العطار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.