الجمعة، 22 ديسمبر 2017

الضَّمِيرُ العَرَبِيَّ بقلم الشاعر أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

 الضَّمِيرُ  العَرَبِيَّ  هل  مَاتْ 
يَا كُلُّ العَــرَبِ مِنْ أَقْصَى آلِي أَقْصَى مَكَانْ
وهَارب مِنْ الحَرَارَةِ وَفِي الهَوَاءِ البَارِدِ نَامْ
مَاذَا أَقُولُ هل الضميرالعربي فينا قد مَاتْ
مرة تركنا سُـورِيَّةَ لِلضَّمِيرِ وَكان قَـدْ فَاتْ
مَا عْرِفُت أَنَّ الضَّمِيرَ كَالإِنْسَانِ قد يَمُوتْ
إعْتَقَـدْتُ أَنَّ الضَّمَائِرَ للبَشَـرِ لَهَــا الخُلُودْ
وَأَنَا عَلَى شَــاطِئِ البَحْر يومــاً أتمشى مَسْرُورْ
وَجَدْتُهُ وَالأَمْوَاجُ تُدْفَعُه للشاطئ كَأَنَّهُ صُرْصُورْ
وَلَمَّ أَبْكِي عَلــى مَوْتِهِ بَلْ قُلــتُ خَـيْرًاً أَنَّهُ نَامْ
فَهُوَ مِنْ شُهُورٍ طَوِيلَةٍ تَاهَ خَارِجَ هَــذَا الزَّمَانْ
يَا كل العرب أَقِيمُوا العَـــزَاءَ اليــوم لِلضَّمَائِرْ
وَأسعدوا ووزعوا عَلَيْكُـمْ المُثَلَّجُ مِنْ العَصَائِرْ
فَاليَوْمَ يَوْمُ ذِكْرِي أَنْ كَانَ لِلعَـرَبِ يوماً ضَمِيرْ
وَنَسِيَ كُلًّ مِنَّــا أَنَّ الشَّـرُ بِنَا وَبِلَادِنَا مُسْتَطِيرْ
فاليَوْمَ سُورِيَّةُ وَأَمَس العِرَاقَ ومن قبل فلســــطين
وضاع مــا إنتزعناه فـي حطين يا صلاح الدين
وضاعت بلادنا العربية بعد أن كانت حصنا منيع 
واليمن الســعيد جُعلوه أشـــلاء وغَـدًا على الجَمِيعْ
وجاء اليَوْمَ لنحتفل بأن العَرَبِيَّ أصبح بلا ضَمِيرٍ
وتغير حاله فأصبح فقط صوتاً دائماً دائماً يُصَيِّحْ
أننسى أهل ليبيا بعد الرخاء صاروا من المشردين
واليمن والســـودان في طـريق التقسـيم يا مسلمين
وتزيد الأن في أرض الله للعرب المشردين الخيام 
وتكثر في كل أنحــأء أوطاننـــا العربية الأحزان
ونبكي على الأندلـس والقدس الشــريف والضياع
ونردد الأغاني لنستعيد بهــــا مجداً منا قـد ضاع
فاليوم فِي كُلٍّ مَدِينَـةٌ عَرَبِيـةٌ أَقِيمُـوا تِمْثَـــالَاً للمهـزلهْ
وَلَا تُفَكِّرُوا فِي الغَدِ كَمَا البَشَرُ بَلْ اِصْنَعُوا لَكُمْ مَقْبَرَةْ

   أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.