الاثنين، 27 نوفمبر 2017

الحبّ بقلم الشّاعر محمّد اسكندر أحمد


الحبّ:
«يتساءل أحد أصدقائي إن كان العشق يبقى بعد غياب الحبيب؛ وإن كانت روعة الحبّ تدوم بعد فقدان من أحببنا بصدق؛ أم أنّ لكل شيء نهاية.
أقول لك يا صديقي إن لم يبقَ فليس عشقاً: فعشق المادّة يزول بزوالها.. وعشق الرّوح باقٍ ببقائها! صحيح أن لكل شيء نهاية إن كانت له بداية, وهذا ينطبق على كل شيء ماديّ في الكون. ولكن حين نتساءل ما هو الشّيء الّذي ليس له بداية حتى نؤمن ببقائه ونتعلّق به, نجد أنفسنا مدفوعين نحو شاطئ الأبديّة حيث الرّوح الأعلى - أو روح الكون - وهناك الكائن العظيم الّذي أبدع الكون بقدرته وفق مشيئته, ومن فيض محبّته أوجدنا كي نعيش في رحمته, وندرك عظيم منّته. ومن هنا ندرك أن المحبّة لا بداية لها, ومن هذه المحبّة تجلّى الحبّ في قلوبنا, فمنّا من يتعلق بالمادّة الّتي سوف تزول مهما طال بنا الزمان, ومنّا من يتعلق بالرّوح التي لا نعرف لها بداية, وبالتّالي يدوم هذا الحبّ ولا تغيّره صروف الدّهر. وعندما نحبّ شخصاً بذاته لذاته نشعر كأنّنا نعرفه من قبل أن نأتي إلى الحياة, فيكون تعلّقنا به وعشقنا له روحياً لا نعرف له نهاية.. ولسوف يبقى حبّه وذكره الجميل في القلب خالداً إلى ما شاء الله!
ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول الكريم محمّد (ص): 
"الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ, وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ.".. والائتلاف والاختلاف درجات!» 
~ بقلم الشّاعر محمّد اسكندر أحمد «سوريّة»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.