/_دروب الأسى_(حمزة عبد الجليل)_/
قُرْبُكِ جَادَ عَلَى الرُوحِ بِالحَرْقِ و اللَهَبِ
وَبُعَـادُكِ رَمَى الـفُـؤَادَ بالغُـبْـنِ و التَعَـبِ
فَاَلْهَمَ النَبَضَاتَ أشْجَانَا مَا كَانَتْ تَعْـرِفُهَا
كَأنَهَا مَزِيجًا مِنَ الآهِ و الدَمْعٍ و الطَرَبِ
تَعْزِفُهَا آلآتٌ مِنَ الشَوِقِ فأَتْقَنَت عَـزْفَهَا
عَلَى نَايِ السُهَادِ وعُـودِ الأَسَى والكَرَبِ
أَلْحَـانٌ تَشُقُ جَوْفَ اللَيْلِ فُؤَادي يَعْـرِفُهَا
مِنْ تَاْلِيفِ جَمِرُ الحَنِينِ وَحَرْقِ الغَضَبِ
ألْبَسَنِي أَرْدِيَةً كَانَ الله فِي عَـوْنِ لاَبِسَهَا
أَذَاقَتِ الرُوحَ أَصُنَافًا مِنَ الَأسَى والنَدَبِ
مَا أَلُومُ النَوائِبَ إِنْ نَلَتْ مِنِي مَقَاصِدَهَـا
وَ لا عَلَيْكِ حَبِيبِي مِنْ التَثْرِيبِ و العَتَبِ
وَ لاَ أَقْـدَارِي كُنْتُ في يَـوْمٍ أَنَـا لاَئِـمُهَـا
وَ مَا مِثْلِي قَلِيلُ الحَيـَاءِ أَوْ عَدِيمُ الَأدَبِ
بَلْ لَومِي عَلَى مَنْ قَامَ للمَشَاعِرِ يُعَانِدُهَا
يُرِيدُ عِشْقًا بَعِيـدًا بُعْـدَ النُجُومِ و السُحُبِ
وَهَبَ للعُشَاقِ مُنْذُ بَعِيدِ العُصُوٍرِ وبَائِدِهَا
حَرْقًا أَتَتْ بِذِكْرُهَ دَواوِينِ الشِعْـرِ والكُتُبِ
كَالغَرِيبٍ أَسِيرُ فِي درُوبٍ لَسْتُ أَعْرِفُهَا
أَبْحَثُ عَنْ حَبِ صَنَمٍ أَو كَانَ مِنْ خَشَبِ
أَتُوهُ بَيْنَ أحْرَاشِ الغَيْرَةِ وَمرِيرِ مَسَالِكِهَا
وَ بَيْنَ أَلْـفَ سُـؤَالٍ و الظُنُونِ و العَـجَبِ
أُعَانِي السُهَادَ وَ الخَلائِقِ خَلَتْ بِوَسَائِدِهَا
وَأَبْقى حَائِرًا بَيْنَ الـمُتَسَبِبِ فـِيهِ و السَبَبِ
وَ يَا دَارًا تَشْتَاقُ السَاقُ أن تَخْطُو عَتَبَاتِهَا
وَ تَرْنُو لَهَا الرُوحٌ و يَعْبَثُ قَدَرُنَا بِالطَلَبِ
مَا طُقْنَا عَلَى الدَسَائِس و حَرْقِ جَمَرَاتِهَا
وَ خِلُ يَتَوَدَدُ إِلى فُرْقَتِنَا بالزَيْت و الحَطَبِ
تَبَا لِمَنْ عَصَر للحَبِيبَةِ دَمْوعًـا مِنْ مُقْلَتِهَا
يَلِيقُ بِه النَـذْلُ كَـمَا العُنْوَانِ وَ كَـمَـا اللَقَبِ
خَلْفَ جِهَازٍ بَيْن الـنَاسِ الأوْرَاقِ يُخْـلِطُهَا
يَعِيشُ سَـرَابًا مَحْفُوفًا بالـخِـدَاعِ و الكَـذِبِ
وَ كُلُ دَسِيسَةٍ يَوْمًا مَـا الـرَحمَنُ سَيَكْشِـفُهَا
يَا مَلْعُونًا بِئْسَ الـمَـآلِ وَ بِئْسٌ لَكَ الـمُنْقَلَبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.