الخميس، 23 نوفمبر 2017

أشتاق لعشبتِكِ الرَيّانة بقلم الشاعر محفوظ فرج

أشتاق لعشبتِكِ الرَيّانة / شعر محفوظ فرج
قالتْ أسئلتي : تُعْجِزُ ( محفوظ ) َعن استيعابِ مراميها 
إلا حينَ يسافرُ كي يستفهمَ عن عبَقٍ تتنفسُ منهُ صبايا العشَّار 
كانَ (السيابُ ) يعيدُ (للبريكان ) قراءةَ ملحمةِ الحبِّ 
المحفورةِ في ساحةِ سعدٍ 
حتى ساوَرَهُ الإبحارُ فَخَرَّ صريعاً مفتوناً في سحرِ الحرفِ 
وغارَ يعيدُ إلى الرُقمِ الطينيةِ وَهَجاً أكديّا رَتَّلَهُ في أحضانِ السهلِ 
تناسلَ في ساحلِ دجلة وغَنَّتهُ بساتينُ السبعِ بكار 
فمتى تَمْتَدُّ نواظرُ أحبابِك كي تَستَلهِم من غورِك عمقَ أناشيدِ الحبِّ العربية 
أشتاقُ لعشبَتِكِ الريّانة 
وأبوسُ بدمعي ذيلَ سنونو حَطَّ على أكتافِك تعروهُ الرِّجفةُ 
يبحثُ في السيلِ عن القشِّ المتشرِّبِ من مائِكِ في تموز 
يفرشُهُ في العشِّ 
يبرّد أرجلَ أفراخِه 
أشتاقُ كعينِ حبارى وهيَ مُحَلِّقَةٌ ترقبُ صَيّاديها من تحت 
ومنْ فوق تخافُ الصقرَ المُتَرَبِّصَ فيها 
ياحَبَّة قلبي أينَ أراكِ ؟
وَحَوْلَكِ جدرانٌ قَطَّعَتْ الأوصال 
وما عادَ فناءُ الساحاتِ المشتولةِ في بسماتِ بناتِ المنصور 
تُظَلّلُهُ أشجارُ الزوراء 
ما عادَ شذاكِ البصريِّ يُعَطِّرُ ( أكشاك ) البسطاءِ على أرصفةِ 
البابِ الشرقيِّ 
والكحلُ الموغلُ في أعماقِ مرافئِ سومر لا يعبرُ بي جسرَ الشهداءِ 
أينَ أراكِ ؟
وأرتالُ جرادٍ تزحفُ غربَ بخارى تنهشُ لحمَ القمحِ الحيِّ 
وسنبلةِ الشلبِ الطافي بينَ مجاري الروحِ
أينَ أراكِ ؟
وجيرانُكِ عندَ نهاوند أباحوا دمي في أعتابِك 
وحينَ تساءلَ بعضُ الطُرّاقِ عن الارض المحروقة والأطفالِ المدفونينَ بأروقةٍ منسيّة 
قالوا : أولئكَ ممّا ظلَّ من الأجيالِ الآشورية

محفوظ فرج
تصميم المبدعة سهام محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.