الأحد، 22 أكتوبر 2017

🔶 رسالةٌ جوفاء 🔶 بقلم ⚬رنا رصاص⚬



🔶 رسالةٌ جوفاء 🔶
بقلم ⚬رنا رصاص⚬
🔶⚬🔶⚬🔶⚬
خيّم الدُجى لا بريقَ لا سنا
لا شموعَ لا وقودَ لشعلة سراج
القيصرُ إملاقٌ و عدم كاسر النفوس
و الحربُ دامية أنهكت الخلائق
هَيَجان غارات و ملاحم
وفي لحظة قُنوط و الكُلُّ نيام
طمرَ آهاته و آلامه عاجزاً
مسيطراً الوهن على أفكاره
مستاءً من الشقاء و التنكيل
حَمَل حقيبةً مُرقعة
مودعاً جبين أمه بقبلة حنين
متذوقاً نكهة عبيرها المنثور
تاركاً بجوارها ورقة بيضاء
مُطرَّزاً على سطورها
أُعذريني أُمي
إن تهاونت أو سهوتُ عنكِ
لكِ الحق عليّ بالقصاص
وددتُ الخلود خادماً تحت قدميكِ
و باراً أُجففُ الدمع في عينيكِ
أنا لستُ عاقاً و لا جاحداً
و لا رغبةَ لي بالهجران
مقتولٌ انا بخنجر الحرمان السام
لا ترياقَ لي و لا مُطَبّبَ
لنٌفارق درب المآسي و الشجون
فكُلما اخترق أنينكم آذاني احتضرت
فالأمعاء الخاوية لا تفقه الصمت
حتماً سأعود لأرتمي في أكنافكم
و أنحني لأطبع القُبل على كفوفكم
و أُزيل الأعباء عن اكتافكم
و أنتشلكم من قوقعة الفقر
أُحبكِ حتى يبلغُ الحب منتهاه
سالت على وجنتيه دموعٌ
هاربة من المآقي
مذعوراً من مستقبل مجهول
وضع السرج على جوادٍ
ورِثهُ عن أبيه و قد أوصاه
أن لا يُفرط به مهما كان الثمن
و أمسك اللجام و رحل
تاركاً وراءه أريجاً يفوح بالذكريات
نشرت خيوط الشمس شعاعها
و فتحت الأُم عينيها
لتجد ورقة جوفاء لم تكترث لها
كادت أن تُمزقُها بين الفينة و الأٌخرى
حتى سطا عليها شعورٌ ما فردعها
و ألقت بها على رفِّ خزانة
فقد نقش حروفه عليها بقلمٍ فارغ
دون إدراك منه بظُلمة المكان
مرّت السنون
واكتوى فؤادها بجمر الفراق
و مازالت تُعانق نافذة بالية
بانتظار لحظة اللقاء
قبل بلوغ المنيّة
🔶⚬🔶⚬🔶⚬


بقلم 🔶رنا رصاص🔶
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.