الأحد، 27 أغسطس 2017

الضمير أساس حماية المجتمع بقلم د.صالح العطوان الحيالي


الضمير أساس حماية المجتمع
ـــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي 23.8.2017 
كلما تأملت في الكون ومكوناته، بشكل دقيق، حمدت الله تعالى على نعمه التي حبانا بها، وأولها نعمة العقل التي هي أساس التأمل والتفكير، فسبحان الله في خلقه... ما دفعني لهذه البداية ما نجده اليوم من تراشق من فوق المنابر وعبر شبكات التواصل الاجتماعي والمقالات المنشورة بالصحف، حيث حاولت تأمل هذه التباينات والمشادات أحيانا، وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ضمير الفرد هو القوة الحاكمة في حركة المجتمع، وهذا الأمر دعاني إلى البحث في مفهوم الضمير. فالضمير، وبحسب ما يقسمه فلاسفة الأخلاق 3 أنواع (عقلي، وجداني، اجتماعي) وهو مصدر التمييز بين الخير والشر، ويكون ملزما لأتباعه بالخير ومجنبا لهم من الشر، بشرط أن يلتزموا بتعاليمه واشتراطاته، وإن كان بعض الفلاسفة قد ركزوا على تقسيمات الضمير، فهناك من كان شغلهم الشاغل أساس هذا الضمير، بمعنى هل هو موجود لدى الإنسان بالفطرة أم أنه مكتسب من خلال التجارب والسنين التي يحياها الإنسان. بطبيعة الحال، فإن المجال لا يتسع للدخول في التباينات الفلسفية بشأن الضمير وأنواعه، لأن ما يهمنا في هذا الأمر، مسألة رئيسية وهي أن ضمير الإنسان، أساس ضمير المجتمع والمحرك الأساسي له، فإذا تغذى على الخير وتمكن من التغلب على الأنانية والشر، كان ضمير المجتمع كذلك، وهذا ما نتطلع إليه قولا وعملا، وهو أمر يعيدنا إلى نقطة البدء في المقال، والتي تتعلق بمسئولية الوسيلة التي يتحدث منها الإنسان أو الأداة التي يستخدمها، فمن يقف فوق المنبر، لابد له من ضمير حي، لأن ما سيقوله سيتم البناء عليه وسيكون عنصرا مؤثرا في ضمائر الآخرين، فتغذية الضمير يتم اكتسابها من الضمائر المحيطة، وهو ما يفرض علينا حقا، العودة إلى ضمائرنا، تلك المشاعر الإنسانية القائمة فينا، والتي تجعل الفرد رقيبا على سلوكه، يميز من خلالها الخير من الشر والطيب من الخبيث، وهو أمر فطرنا عليها كمجتمع بحريني مسالم، فنحن فطرنا على حب الخير ونبذ الشر، وتكويناتنا الاجتماعية الأساسية تفرض وجود مجتمع حي الضمير ، يراعي الآخرين ويعمل على زرع الخير. كم أننا بحاجة للعودة إلى الجذور وتكويناتنا الفردية والاجتماعية، لتبقى ضمائرنا حية حتى يبقى الصدق والوفاء بل وتبقى الحياة، وكما قال الكاتب الأمريكي جوش بيلينجز فإن «العقل غالبا ما يصنع الأخطاء، لكن الضمير لا يخطئ» فالحفاظ على الضمير، أساس حماية المجتمع لأن هذا الكائن بداخلنا، أغلى من كل الثروات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.