الاثنين، 24 يوليو 2017

أزقة الموت ............... خوله ياسين



أزقة الموت

...............

على أرصفة الألم عند تنهيدة الليل الصامت بين أدغال الحزن والشتات ، ترقد أمي بوجعها الذي رافقها إلى وحشة قبرها ، عند أخر شهقاتها على حبال صوتها تعلقت أسمائنا كجمر مشتعل في تنور عتيق .
في آخر أيامها حملت أخي ووشوشته بصوت خافت لا يُسمع ربما سألته هل يود السفر معها إلى البعيد ..! لا أعرف ، أو ربما سألت نفسها أي معصية هذه التي أرتكبتها عندما قرّر لها القدر الرحيل وستتركنا بمفردنا ..؟
هكذا تفكر الأم الحنون على أطفالها ، كوطني الذي حمل ألم شعب بأكمله في رحم أرضه عندما جاءها المخاض وضعت الأجنة بين قذائف وألغام يتسارع واحد تلو الآخر إلى البحث عن ميناء سلام .
اشتدت المعضلة هذه المرة وكالمعتاد سافر العرب في رحلة النسيان فدخلوا كوكب العمي لتُغلق أعينهم عن بوابات الأقصى الذي قيده المحتل بسلاسل الحقد المنبثقة من أعماق جبنهم ثم وقفوا في وجه المصلين ليمنعوهم حقهم الشرعي .
السماء أسود غيمها فعصت أن تبكي أعينها ليتربع في كبدها الضمأ إلى الحرية التي اختفت منذ زمن طويل وراء قضبان السراب .
هذا الشتاء سيكون بارد الأجواء لكن هناك بركان سينفجر ليحمل بين سواعده حجارة بحجم أيدي الأطفال .
حفر التاريخ في جوف الحقيقة خارطة الطريق وعلقها أيقونة زمنية على جباه النيام ، وأمي في قبرها تتابع خطوات إخوتي لتجعل لهم مكانا آمنا بجوارها ، وبيوت العزاء فُتحت ولكننا لن نقبل العزاء نريد رقاب المغتصبين نعالا تحت أقدامنا حتى يستريح أمواتنا في اللحود .


ويبقى إخوتي جياع على أزقة الغضب يحلمون في رغيف الخبز المطلي بعرق القضية .
فلسطين تحمل الأقصى على كفيها وتسير بين الذئاب واللصوص المنتظرين سقوطها في خندق أحضانهم ، ولكنها انتبهت على خطاها من العقبات الزمنية وكيف تمشي الهوينة حتى لا يسمع خلخالها تجار العار ويقبضون على أنفاسها الأخيرة.

...............
خوله ياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.