بقلمى يوسف ونيس مجلع -- ايطاليا بريشيا
اصدقائى الاحباء فى سلسلة الخاطرات الصيامية فى التاملات الرمضانية الخاطرة رقم 15 وهى تتحدث عن المتعبد الفرح واجره العظيم وهى بعنوان العبوس والفردوس
كانت السيدة سعاد تقوم بكى بعض الملابس التى ضاقت على ابنائها عازمة ان تعطيها
الى الفقراء واذا بجرس الباب يدق انه موعد وصول ابنها سعيد من مدرسته الابتدائية فهرولت وفتحت الباب دخل سعيد نافخا متزمرا وهو يقول بحدة اللهم انى صائم --- قلقت السيدة سعاد من تصرف ابنها وهى الحريصة فى تربيتها النموذجية لاولادها ان يكونوا اعضاء صالحة فى المجتمع ونماذج مرضية الى لله --- ارادت السيدة سعاد ان تطرق الحديد وهو ساخن وترقبت ان تسنح اول فرصة لتلقن سعيد درسا نافعا ولم يطول انتظراها كثيرا فقد جائها سعيد قائل ماما ياحلوة بما انك بتكوى ممكن تكوى لى القميص الازرق علشان عيد ميلاد سمير صاحبى النهارده وقبل ان ينهى كلامه انفجرت السيدة سعاد فى حدة وهى تقول طبعا ممكن انا ليا لازمة فى البيت دا غير كدا --- لم يتعود سعيد هذه اللهجة من والدته وارتبكت بداخله المشاعر وادرك ان هناك شيئا ما يحتاج الى اصلاح وبينما هو يفكر فرغت والدته من كى القميص وقالت باكثر حدة من ذى قبل اتفضل القميص وهنا تقدم سعيد كالتائه نحو والدته قائل ماما حبيبتى لو تعبانة او متضايقة مكانش ضرورى القميص --- شعرت بقلبها يذوب داخلها وادركت انها غالت فى دورها التمثيلى احتضنت ولدها برفق وهى تقول سعيد حبيبى كل اللى سمعته تمثيل حبيت بس اعلمك حاجة مهمة وهى لما تعمل حاجة لحد بتحبه مش كفاية تعملها وانت راضى لازم تعملها وانت فرحان لانك بتنفذ رغبة حبيبك والصيام كلنا بنصومه لربناعلشان بنحب ربنا مش علشان الناس يقولو علينا شاطرين وصايمين قول لى انت بقى ينفع نعمل حاجة لربنا واحنا غضبانين وبننفخ رد سعيد قائل ماما ياعظيمة لو بيعلمونا بطريقتك كانت الدروس تثبت فى الدماغ --- دق جرس الباب مرة اخرى وهو موعد وصول سميرة من مدرستها الاعدادية فتح لها سعيد وهو يعاكسها كالعادة ولكنها مرقت وهى تقول له اوعى من قدامى احسن تعبانة ومش طايقة حد وانطلقت الى غرفتها ولكن سعيد تتبعها وبقي معها ومرت عدة دقائق خرجت بعدها سميرة مبتسمة بوجه بشوش واتجهت نحو والدتها قائلة مساك فل ياست الكل ممكن تسمحى لى اكمل كى الملابس ردت الام قائلة اهلا بعروستى الحلوة والله ياسميرة ابتسامتك الجميلة ستوفر عليك مستحضرات التجميل فى المستقبل قالت سميرة ضاحكة ايه دخل دا فى دا يا ماما ردت الام دخل كبير ياحبيبتى فلقد اثبتت الدراسات العلمية ان نضرة الشباب تحب سكناها فى ابتسامة الوجه وان الشيخوخة تسرى فى الوجه العبوس كالنار فى الهشيم ثم استطردت قائلة مدام ستساعدينى اروح اعمل الاكل وهنا قال سعيد وهتعملى اللى بالى بالك ردت الام وهى سعيدة بكل ما تم طبعا هاعمل اللى بالى بالك بقلب فرحان مدام سياكل منه سعيد حبيبى وذهبت الى المطبخ وهى تدندن هذه الكلمات
الجنة ياانسان بايمان محسوس ----------- لافيها احزان ولافيها عبوس
ولا فيها مكان لوجه عبوس ----------------- فيها ابتسام كفرح عروس
بر اعمالك مش بس طقوس ---------------- دوس الامك بعزمك دوس
خلى ابتسامك بفرحك محروس ----- لايسرقو صيامك شياطين لصوص
خلى بالك يرغبوك فى العبوس ----- بكل اعمالك يتوهوك عن الفردوس
لا هيجازيك رئيس ولا مرئوس ------- خلى فى عنيك المجازى القدوس
اللى بالعدل بيحاسب النفوس --------- ضابط الكل والكواكب والشموس
بقلمى يوسف ونيس مجلع -- مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.