فجر الخلود ......
هِيَ التَّارِيخُ و الفَجْرُ يَجْتَذِبُ الخُلُودَا ..... هِيَ النَّعْــمَاءُ فِي الآَفَاقِ تَهْدِيكُمْ نـَشـِيـدَا
بِلادُ الخَـــيْرِ كَمْ مَنَحَتْ بِالكَـــونِ بِـرًا..... وَ فَاضَتِ الأَنْهَـارُ تَجْرِي تَسْقِيكُم وُجُـودَا
مَـنـَابِــعَ الأَخْـيــَـارِ ظَلَّتْ طُـولَ عُـمْرٍ ..... تَزْرَعُ الخَيْرَاتِ تَسْرِي تُعْـطِيكُم مَزِيدَا
رَوَافِــــدُ الـبـِـــرِّ قـَـدْ سَـكَـنَـتْ فُؤَادِي ..... بِـشَـذَى النِّيلِ تَهْـدِي لِلْمَـوْلَى سُجـُــودَا
نَعِمَتْ نُـفُـوسُ الـوَرَى من طِـيـبِ عَيْشٍ ..... بِمَــدَي التَّارِيخِ لِمْ تَنْسَ للحَيِّ جُــودَا
خَــــزَائِـنٌ بِالأَرْضِ مِـنْ فَـيـْضِ رَبِي ..... تُزَيِّنُ الشُّـطْــآنَ كَـمْ فَـتَـنَـتْ مُـرِيـــدَا
جَحَافِلُ الأَعْــدَاءِ قَــدْ خَابَتْ بِقَهْــــرٍ ..... وَ صَارَ مَنْ خَانَ بِالأَرْضِ ذُلاً أَوْ طَرِيدَا
فَــلاَ كَانَ الـوُجُـــود بِـغَـيـرِ مِـصْــــرٍ..... وَ هـَـــوَى الفُـــؤَاد بِالـوِجْـــدَانِ عِـيـدَا
سَـكَـنَـتْ حَــنَـايَـا الوَرَى مُـنْـذُ بِـدْءٍ ..... فَرَعَـتْ حـِبَـالَ الحُــبِّ يَسْـقِـيـكُم وَرِيـدَا
فَيَا دُرَّةَ الأَشْــوَاقِِ و النَّفْـسُ تَهْـفُـو ..... سَلِي حَـيــَاةَ الــرُّوحِ تَهْـدِيكُم شَـهِـيـدَا
أَزَاهِــرٌ بِالـعِـلْـمِ شـَادُوا كُلَّ صَرْ حٍ ..... يَـرَوْنَ أَفْـئِـدَةَ الـعِـلْـمِ نُـورًا سَـعِـيــــدَا
فَهَوَاهُــمُ بِالـوَرَى يَـسْــرِي نـُـــورًا ..... فَيَقْصِدُ دِيَارَهُمُ للخَـيـْـــرِ قَلْبًا رَشِـيــدَا
جُـيُـوشُ الظُّلْمِ كَمْ جَـمَـحَـتْ لِغَــدْرٍ ..... فَـغَــارَ الحـُـــرُّ و ائْتَلَقَــتْ رَغِـيـــــــدَا
سَـلُوا الـتـَّارِيـخَ مَـنْ صَـدَّ غَـيْـظـًـا ..... أَبَادَ بُغَاةَ الـقَــوْمِ و اجْتَاحَـتْ كَـسِـيـدَا
صَلاَحُ الخَـيْـرِ قَــدْ أَعْــلاَنَا شَــأْنًـا ..... هَزَمَ الفرِنْجَةَ فَصَارَ أَقْــوَاهُــمْ عَـبِيـدَا
بَنِى الإِخْـلاَصَ مِـنْ كُلِّ صَــــــرْحٍ ..... سَنَبْنِي المَجْـــدَ يَسْبِقُنَا فَجْــرًا جَـدِيـدَا
سَنَهْـزِمُ الطُّـغْـيـَانَ مِـنْ كُلِّ فّــــجٍّ ..... وَ نَغْـزِلُ الأَحْـلامَ عـَزْمًـا نَحْمِلُه حَدِيدَا
بِلاَدَ الخَـيـْـرِ مَا وَفَّـيْـتُ حَـقــًـــــا ..... وَ هـَذِي الأَشْـعَــــار أَبْغِي أَنْ تُـفِـيـــدَا
لَهِيب الـشَّـوْقِ لاَ لَنْ يَخْـبُو هَوَاهُ ..... يَزِيدُ فِي التِرْحَالِ أَحْـرُفَــهُ نَـشِـيـــــدَا
وَمَا فَتُرَتْ فِي البِعَادِ أَصْدَاءُ حَرْفٍ ..... فَأَنْتِ مُلْهِمَتِي مِنَ الأَحْدَاقِ غِــيــــدَا
سَتَبْقِى الحَضَارَاتُ طُـــــولَ دَهْـــرٍ ..... وَ هَــوَاكُـمُ بِالكَـوْنِ صَرْحـًا لَنْ يَبِيدَا
مُعَلِّمّتِي الوَفَـــاءَ حَفِظْتِ مَـهْـــــدًا.....جَمَعَتْ كُفُوفَكِ مِنْ أَرْضٍ شَــرِيـــــــدَا
يَـزُولُ مِنَ الـوُجُـودِ كُلَّ حُـضْــنٍ ..... وَ تَبْقَيْنَ فِي الوَرَى حُضْنًا فَــرِيــــــدَا
محمد طه عبد الفتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.