الخميس، 6 أبريل 2017

الى زوجتى الحبيبة بقلم عبدالعظيم كحيل


في حياتي إمرأة عظيمة
أم البَنين حياتي
ألف سلام وتحية
لا تكفي ولا تَفِي بحقها
مَضتْ ثلاث عقود و نَيف
و لربما أكثر
تاريخ مَرَ بِغَمْضَت عين
كتبت صفحاته بلَمْح البصر
كانتْ مِن جيراننا
صبية في رَيْعَان صِباها
زهرة متفتحة
بدأتْ بمزحة
كنت على الشرفة واقفاً
و أمامي درج مكشوف نحوها
لا أدري ما أنا فاعل
كان على جانبي سَلَة بَصَل
والله هذا ما حصل
مِن غَير إرادة ولا سابق فكراً
حدفتها بعدة بصلات
كان ردت فعلها مفاجئة
جَمَعَتْهم كأنني رميتها أزهاراً
من مزحة إلى زوجة
أم أولادنا
هم عشرة
ست بنات
و صبيان أربعة
بدأناها ببصلة
و عشنا حياتنا يوم نعمة
ويوم أدنى مِن البصلة
و الحمد لله قد أعاننا
هذه حالة الدنيا
نقول ولله الحمد
قد هَرِمْنا
أُم و نِعْمَ الأُمهات
رعتْ أطفالها وزوجها
من غير مِنّة
أصِبتُ بحادث سيارة
كسرتْ سَاقَي
سنتان في هذه الأزمة
تِسع عَمليات جراحية
كانت نِعْمَ الزوجة الصالحة
سنيين نعاني الفَقْر المُدْقَع
صَبَرنا صَبْر أيوب
سيوف حُدٓتْ من حولنا
رغيفنا كان من الفرن دَيْناً
عندما تقع البقرة
يكثر الَذباحِينا
والمثل لبناني يقول
في الطَلْعَة كِتْروا الأحباب
وفي النَزْلَة كِلْون هَرْبوا
بالعزيمة و الارادة
والزوجة المُحبة
أولادنا أطاعوا الله
عَلِموا أن طاعتهم لأهلهم واجبة
و بِعَون رب العالمين
ها نحن بنعمة 
قال رسولنا لله ﷺ
إنما النساء شقائق الرجال"
خيركم خيركم لأهله 
وأنا خيركم لأهلي
أكرموا النساء 
فو الله ما أكرمهن إلا كريم
ولا أهانهن إلا لئيم
يغلبن كل كريم 
ويغلبهن لئيم
يارب إحفظ لي عائلتي
فهم أجمل عَطايَاك
وهم أغلى ما أملك
اللهم إني أستودعتك
مَبْسَمَهم و صِحَتهم
فلا تريني بهم بأساً يبكيني
زوجتي هي حياتي
تاج فوق رأسي
مَن لا يشكر الناس
لا يشكر الله
شكراً شكراً شكراً
زوجتي
وهذا الشكر غير كافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.