الجمعة، 28 أبريل 2017

♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى



♠ القصة القصيرة

♠ الفلاح والثعبان

♠ تربى فى أسرة يتمتع كل أفرادها بالأخلاق ، وتعلم منذ الصغر بأن كل شئ فى الدنيا لا قيمه له بدون أخلاق ، لذلك كان بين زملائه شخصية محترمه تتمتع بثقة الجميع ، وفى عمله كان مثالاً لكل ما يحبه أي إنسان ، كل هذه السلوكيات إنعكست على تعامله مع الأخرين ، وأصبح محل ثقة ويأخذ رأيه دائماً زملائه حتى فى الأمور الشخصية ، كان من بين زملائه زميلة باهرة الانوثه والجمال ، ويصبح الجمال خطيراً إذا شعرت صاحبته أنها جميلة ، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس من الأخرين ، كانت تشعر أن جمالها يميزها على جميع النساء ، لذلك تعودت من الرجال على أن تعامل معاملةً خاصة ، ويحاولوا أن يتقربوا منها دائماً ، إلا بطل قصتنا كان يعاملها كما يعامل الجميع ، مما كان يثيرها ، حاولت التقرب منه لفك ألغاز هذا الرجل ، دخلت مكتبه فى يوم من الأيام لأخذ رأيه فى موضوع خاص بها ، وطلبت منه أن يتلاقى فى أى مكان آخر ، فاعتذر لأنه لا وقت عنده وهذا صحيح فهو يجيد أن يجد ما يشغله ويستغرق وقته تماماً ، ، تعجبت من هذا الرجل وكل الرجال يتمنوا معها لقاء ، ولكنه لم يكن مثلهم فطلبت منه تليفونه الخاص ، فأفهمها أن تليفونه دائما مغلقاً ، وتستطيع التواصل معه هنا فى العمل ، كل هذا يزيدها رغبة فى التقرب منه ، حتى لعبت الصدفة لعبتها ففي مناسبة لصديق له يقترب من أنه قريب وجدها هناك ، وتعامل بالود المعتاد مع الجميع إلا أنها إقتربت منه ، وقالت له ممكن كلمه فأستذن من الجميع وخرجا معاً الى التراس (الشرفه) ، قالت له أريد أن أتحدث معك ، ولكن المكان غير مناسب ، وسوف أنتظرك غداً الجمعة فى اللوبي لفندق هيلتون القاهرة الساعة السابعة مساءً ، حاول الإعتذار ولكن بدون جدوى وحدث بينهما اللقاء ، كانت السعادة تبدو عليها ، فإنها إنتصرت بعد أن حطمت الاسوار الذي حاول أن يجعلها بينه وبينها ، وتكلما فى اشياء كثيرة شعر معها أنها إنسانه رقيقة ، وإن كان جمالها يعطيها بعض الغرور ، وأتفقا على أن هذا اللقاء لن يكون آخر لقاء بينهما ، وأنصرفا بعد أن أخذت تليفونه الخاص ، وفى الليل شعر أن خيالها يلح عليه ، وإذا تليفونه يرن كانت هي وظلا يتكلمان حتى سمعا المؤذن يقول الصلاة خبرٌ من النوم ، وتكررت اللقاءات والتليفونات ووجد منها ميول ورغبات أنثى ، فطلب منها الزواج قالت له من مدة أنتظر منك هذا الطلب ، وتم الزواج في حفل بهيج ، والكل ينظر إلية ولسان حالهم يقول ركم أنت محظوظ ، وشعر من بداية الزواج أنها تميل الى رجولته بشكل مبالغ فيه ، إلا أنه برر هذا بجمالها وفرحتها بدخولها دنيا النساء ، ورزقا بولد وبنت ، ورغم مرور سنوات على زواجهم إلا أنها لم تهدأ دائماً تريد زوجها ، وهذا لا عيب فيه أدرك هو هذا ، خضوضاً مع تقدمه في عمله فأصبح ممن يشار اليهم ، ولأن الأيام لا تبقى الأياء على حالها ، فقد الم به مرض صعب علاجة في بلاده ، مما جعل عمله نظرا لقيمته أن يرسله الي خارج البلاد للعلاج ، وطلب هو منها البقاء مع الأطفال لرعايتهم ومتابعتهم في مدارسهم ، وسافر برفقة صديق له يعمل بالطب وأستمر علاجه شهور ، وخلال متابعته لأولاده في مدارسهم أدرك أن مستواهما التعليمي يتراجع وأدرك أن زوجته تتأخر يومياً خارج البيت ، وأنها تركت مرات أولادها لبعض أقاربها ، وتركت البيت أيام ، هذه المعلومات جاءته من أهله المتابعين لها وللأولاد ، وعلم أنها على علاقة بأحد الأقارب ، الذين كان ينوي الإرتباط بها قبل أن تفضل زوجها عليه ، فأصبحت تقضي كل وقتها معه ، وقدر الله له الشفاء ، وعاد الي بيته ولم يجدها ولا أولاده ، وعرف انها تقيم عند بعض الأقارب لكِ تترك الأولاد وتغيب كما تشاء ، ولما علمت أن شفاءه بعيد فعملت على إتمام إجراءات الطلاق ، ودهشت أنه عاد معافي ، واجهها بما سمع وما حدث للأبناء فلم يقتنع مما تقول وهنا قرر أن يطلقها ، وتأخذ كل حقوقها كما شرع الله ورسوله ، وتترك له الأولاد بالتراضي ، وهنا ذهبت للعشيق وقالت له لقد تحررت الأن كما كنت أنت تريد فهيا لنتزوج ، إلا أنه قال لها زواج إيه نحن هكذا أفضل ، كل منا يجد عند الأخر حاجته ، ولا داعي للزواج ومشاكله ، هنا شعرت أنها ستتحول الي سيدة بلا كرامه ، فتراجعت وذهبت الي زوجها السابق ، فقالت له بالطريقة التي أوقعت به أول مرة ، لماذا لا نعود كما كنا ، ليتربى الأبناء بيننا ، وأنت تعلم أنك الرجل الأول في حياتي ، هنا لم ينفعل بل بهدوء قص عليها قصة الفلاح والثعبان ، حيث كان ثعباناً يعيش في جحر في أرض يزرعها فلاح ، وأتفق الفلاح مع الثعبان أن يظل لا يخرج من جحره حتى يمكنه زراعة أرضه ، علي أن يضع الفلاج للثعبان كل يوم ثلاثة بيضات على باب جحره ، وظل الحال بينهما هكذا إلي أن قال الفلاح لنفسه يوماً لماذا الصبر على هذا الثعبان ، أنتظره عندما يخرج لأخذ البيض وأضربه بالفأس فأسترح منه وأوفر البيضات الثلاثه ، وفعلا حدث بينما الثعبان يخرج لأخذ البيض إنهال الفلاح على رأسه بالفأس وبسرعة سحب الثعبان نفسه ودخل جحره بعد أن أصيب في رأسه وظل في جحره يتعافى ، ولما تعافى من الإصابه ، خرج للفلاح وظل طوال اليوم يسير في الحقل يأكل مما هو موجود ، ولا يستطيع الفلاح نزول الحقل ، إشتد الفقر بالفلاح ، فقال للثعبان نتصالح ونعود من جديد كما كنا ، ولكن الثعبان قال له كيف أُعاودكَ وهذا أثر فأسك ، هنا أدركت أنها خسرت من سعت إليه ولن يعود إليها أبداً فخرجت من عنده وقالت في نغسها هذا جزاء أنا أستحقه.

♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.