السبت، 29 أبريل 2017

وحيد على مقعد الزمن ....فارت بالمركز الاول..... جرجس لفلوف سورية



وحيد على مقعد الزمن ....فارت بالمركز الاول
داعبت نجمة الصبح بقايا وجهه وعانقت خيوط النور جفنيه وفتحت عيناه أبوابها لاستقبال فجر جديد
غادر سريره متكاسلا... ملأ رئتيه هواء صباح دافئ.... غسل وجهه وتناول قهوته الصباحية ونظر إلى نهاره فراه أطول من ليله. تسللت الكآبة إلى رأسه وتزاحمت الأفكار داخل عقله فتذكر نصيحة جده( السير على الأقدام في الهواء الطلق والجلوس في ظل شجرة خضراء والتمتع بجمال الطبيعة يجلي صدا القلب وينير ظلمة العقل )
غادر منزله وامتطى صهوة الطريق وعندما تعبت عضلات ساقيه افترش مقعدا حديديا واجال بنظرة يبحث عن روح بشرية يتبادل معها حكايات زمن مضى وزمن آت علها تطهر ما علق بروحه من جراثيم الملل والاكتئاب ولدتها ارحام الوحدة والعطالة التي امتلكت منذ عبوره خريف عمره إلى شتائه إلا أن عينيه اصطدمت بالفراغ ولم يجد أمامه سوى الذكريات عندها احنى رأسه وأسند ذقنه على صدره سائلا نفسه هل انقرض الجنس البشري.? لكنه نسي السؤال والجواب واغمض عينيه وغاص في بحر اعاده إلى ماضيه مرددا
كم نجمة زرعت في كبد السماء.?..... كم نبتة سقيتها دموعا حمراء.? .....كم رداء نسجت من خيوط الضياء.?.....كم حجرا حملت ليرتفع البناء.?....... كم فرخا ربي في عش عمري بسخاء.?
ابتلع الليل النجم....وايبس الزمن النبتة......ومزقت الريح الرداء....... وغادر الفراخ العش ......وأصبح البناء خاويا يلفه الفراغ وتزمجر في فراغه العاصفة
سمع صوتا قادما من فم الحلم يقول: لا زال بريق الحب يشع في قلبك وكي تحيا الشتاء عليك الاحتفاظ بدفئ الصيف .يكفيك احفادا منحوك من حبهم ترياقا. يكفيك من حصاد عمرك بيادر مليئة قمحا وزيتونا..هذه هي الحياة تأتي إليها من غير إرادتك وتذهب منها بغير إرادتك ..عشها بإرادتك فرحا وسعادة
رحل الشيخ في حلمه منتظرا أن يأتي المساء
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.