الأحد، 26 مارس 2017

حكايات من دفتر احوال الايام بقلم زهير الرافعي


حكايات من دفتر احوال الايام 
الحكاية رقم ( 221 )
حكاية الاسطي محمود .. واليوم العالمي للمراة ..
ألتقي الاسطي محمود بالمهندس سعدون .. وكان اللقاء علي قارعة الطريق ..
أحكي يا سعدون ..
الاسطي محمود سائق نقل وهو لايجيد القراءة ولا الكتابة ..
هو رجل في مقتبل الاربعينيات .. 
سعدون : ليه يا ابو حنفي ما اتعلمتش القراءة والكتابة ؟
محمود : والله يا بيه اشتغلت وانا صغير وخرجت من المدرسة بدري ..
كان لازم اشتغل علشان اساعد ابويا .
سعدون : انتم كام اخ ..؟
محمود : احنا خمسة صبيان وأخت واحدة ..
سعدون : مين فيهم متعلم يا محمود ؟
محمود : ولا واحد .. حتي البنت .
محمود بأندهاش : ياه .. حتي البنت .. ؟ ليه كده ؟
محمود : والله يابيه البنت بالذات لان كان فيه مشكلة .. 
سعدون : ايه هي ؟
محمود : احنا ساكنين في حي السلامة وهو حي عشوائي بدرجة كبيرة ..وكانت اختي بتروح 
المدرسة لغاية اولي اعدادي.. واضطرينا نقعدها من المدرسة ..
والله مش عارف اقولك ايه ياباشمهندس .. 
محمود في لهفة : قول يا محمود ..
محمود : لان كان فيه مدرسة صبيان جنب مدرسة البنات .. وكانت المعاكسات علي اقذر مستوي 
تحرش وقلة قيمة وقلة ادب وبلطجية زي الكلاب الصعرانة ..
سعدون في حسرة : ومافيش أمن للمدرسة .. ؟ معقول يا محمود .. ؟
محمود : حنعمل ايه يا باشمهندس . . حنتخانق كل يوم .. وبعدين دا فيها مطاوي وكلام كبير .. 
وبعدين امن ايه يابيه .. صلي علي النبي ..
سعدون : والنتيجة ان البنت بطلت تعليم .. وبقيتوا ستة اخوات مابتعرفوش تقروا ولا تكتبوا ..
لا حول ولا قوة الا بالله ..
محمود : والله يا باشمهندس البت كانت شاطرة قوي .. بس النصيب ..
سعدون ومن بعد تفكير : قل لي يا محمود وأزاي معاك رخصة نقل .. مش لازم تكون بتعرف 
تقرا وتكتب ..
محمود : اه مانا عملت شهادة محو الامية .. بس نسيت القراءة والكتابة ..
سعدون : وأختك عايشة أزاي دلوقتي .. ؟
محمود : اهي عايشة لغاية ماييجي عدلها .. وبتساعد امي في البيت ..
سعدون وبلهجة كلها اسي وسخرية :
النهاردة يا ابو حنفي اليوم العالمي للمرأة .. والناس الكبار بيحتفلوا بالعيد ده ..
والامم المتحدة قالت ان المرأة المصرية والسورية اكثر نساء العالم قهرا ..
محمود يبتسم بأندهاش وكأنه يود ان يسأل : هو بيقول ايه الجدع ده ..
محمود متسائلا : متأخذنيش يعني هو أنا الحتة الاخيرة دي ما فهمتهاش .. 
هو فيه عيد للحريم ولا مؤاخذ
ابتسم سعدون من حزن مستحضرا روح بشارة واكيم قائلا :
لا مافي شي .. عم بأروش ..عم احكي مع حالي ..
وانتهي الحوار .. وكل عام واليوم العالمي للمرأة بخير .. 
ولا عزاء لاخت الاسطي محمود ..
 زهير الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.