الخميس، 16 مارس 2017

لقد غضبت على العرب السّماء بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي


متى تسقى العقول من العبر؟***متى الإنسان يصــــــــنعه البشر؟
نسافر في الحـــــياة إلى الوراء***ونتّهم القضـــــــــاء مـــــع القدر
ونزعم أنّ ربّ العــــرش سمح***وربّ العرش يكره من كــــــفر
وما الإنسان إلاّ نور عـــــــقل****ونور العقل يدعمه البـــــــصر
فلا يخدعك في الدّنيا حطام***لأنّ الـــــــــحرّ تصــــقـــــــله العبر
////
دعوا الطّغيان يفعل ما يشاء***لقد غضـــبت على العرب السّماء
ألم تر كيف أصبـــــحنا هباء***فحلّ بنا من القـــــــــــدر البـــلاء
تشتّت شملنا مثل اليتامى***وهاجرنا التّــــــــــــــعقّل والــــوفـاء
نعامل في الحياة بلا احترام***وما انتـــفض الرّجال ولا النّـساء
كأنّا في الحـــــياة بلا حياة***وحيّ النّاس يعرف ما يــــــــــشاء
فيا عرب العمائم كيف أنتم؟***وكيف الحال إن هجــــم المساء؟
////
أراهم بيننا عصـــروا العنب***وبالوا فــــوق جاعـــــــرة الأدب
متى لفّوا السّجائر بالحشيش***رأوا أوهامهم تهــــــــوى الطّرب
وعند الفجر تخــــتتم اللّيالي***وبيت المال في وطنـــــــــي ذهب
سماسرة الفساد غزوا بلادي***فعمّ النّهب وانتــــــشر الشّــــغب
إلهي ما أراه من المآســـــي***تورّط في صناعـــــــــــته العرب
////
ألا يا ثورة الأحرار عودي***فعودتك ابتــــــــــكار في الوجـود
تزايد ضعفنا في كلّ قطر***وصرنا في السّــفاهة كالقـــــــــرود
نباهي بالفساد وبالتّدني***ونفخر بالزّنى فـــــــــــــــــخر الأسود
وتلك طبائع العملاء فينا**وذاك الطّبع ينـــــــــــــــــــــسب لليهود
فقدنا كلّ شيئ فانبطحنا***وشلّ طــــــــــــــموحنا قدر الجـــــمود
////
أراك اليوم في وطني غريبه***كأنّك تدفعيــــــــــن بنا الضّريبه
أفتّش عنك في غسق اللّيالي***وقد حلّت بذاكرتي المــــــــصيبه
فقلت لعلّها رفضـــــت لقائي***لأنّي كالبــــــــــهائم في الزّريبه
ألا عودي فمشرقنا كــــــــبير***به الأحرار ثورتهم قــــــــريبه
فأنت دمي وحرّيتي وديني***وأنت الحبّ في رحم الحــــــــــبيبه
////
لسان الضّاد يرفض أن يعودا***لأنّ النّاس قد ألفــــــــوا الرّقودا
تعطّل نحوهم والصّرف أيضا***فلاكوا في الجــــدال لهم لحودا
كأنّ الضّاد قد فــــــــقد الأهالي***ففــــــضّل عندنا أن لن يعودا
سقطنا في الحضيض ولست أدري***لماذا نحن نفترش الجمودا؟
فيا رحــــــــمان بالآمال فرّج***فإنّ النّاس قد نقــــضوا العهودا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.