السبت، 25 مارس 2017

وجه الورق بقلم الهاشمي

وجه الورق 

سَقَطَتْ حُرُوفُكَ فَإِلتَقِطْهَا

وَ إِضْرِبْ بِهَا سَطْحَ البَيَّاض

ذَهَبّ الذِينَ نُحِبُّهُم فِي غَفْلَةٍ

تَرَكُوا تَعَّسُّرًا فِي المَخَاض

مَا حِيلَتٍي وَ القَدَرُ يُجَادِلُ مُهْجَتِي

بَعُدَ الطَرِيقُ و بَدَأَ فِي الإِنخِفَاض

سَقَطَ القِنَاعُ عَلى القِنَاعِ وَ تَشَتَّتَ

جُمْهُورُ حَرْفِكَ يَا سُوقَ عُكَاظ

ضُمِّينِي يَا أُمَّ الحُرُوفِ بِشِدَّةٍ

مَالِي وَ الأَوْحَالَ وَ الأَنْقَاض

إِنِّي أُحِبُّ طُهْرَكِ المُتَخَفِي

نَهْرًا تَرَقْرَقَ شَادِيًا فَيَّاض

قَرُبَتْ وَمَالَت عَلَيَّا بِجِيدِهَا

أُقْطُف وُرُودَكَ لَكَ بِالرِيَاض

سَقَطَتْ حُرُوفُكَ فَإِلْتَقِطْهَا

زَيِّنْ بِهَا وَجْهَ الوَرَق

الحِكْمَةُ تَتَسَرَّبُ لِسَمَائِكَ

دَثِّرْهَا وَ إِخْتَرْ لَهَا خَيْرِ الطُرُق

قَبَسُ الحُرُوفِ مِثْلَ خَيطِ العَنْكَبُوتِ

لَا تَقْطَعْهُ إِذَا اللهُ رَزَق

غَاصَ البَيَاضُ فِي السَوَادِ بِقُدْرَةٍ

فَتَبَدَّى لِلرُؤَى وَجْهُ الأُفُق

البَالِغَاتُ , الدَقِيقَاتُ , الرَّاشِدَاتُ

تَعْبُرْنَ لِلْسَمْعِ شَبِيهَاتِ الفَلَق

فَإِخْتَرْ لِحَرْفِكَ زِيجَةً بِرَصَانَةٍ

تَجْتَازُ حِكْمَةَ مَنْ كَانَ سَبَق

يَتَوَرَّدُ الخَدُّ إِنْ أَنْتَ مَدَحْتَهَا

لَا تَتَسَارَعِي نَحْوِي يَسْكُنُنِي القَلَق

سَقَطَتْ حُرُوفُكَ فَإِلْتَقِطْهَا

كَحِّلْ بِهَا رِمْشَ العُيُون

أُسْلُكْهَا فِي قَلْبِ الحَبِيبَةِ مَرَّةً

وَ أُنْثُرْهَا شَدْوًا وَ فُنُون

حُبْلَى وَ تَتَوَالَدُ مِنْ ذَاتِهَا

أَعْشَقُهَا إِلَى حَدِّ الجُنُون

مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ رِيقِهَا

يَأْخُذْهَا مَحْمَلَ الجِدِّ لَا يَخُون

تَتَقَارَبُ أَنْفَاسُهَا لِي مَرَّةً

سَعَاتَ الهُدُوءِ وَ السُكُون

تُدْلِي عَلَيَّا بِخَصَلَاتٍ مِنْ

شَعْرِهَا حَتَّى أَكَادُ لَا أَكُون

أَرْتَاحُ وَحْدِي أُدَاعِبُ سِرَّهَا

نَتَقَاسَمُ الوِدَّ فِي جُنُون

الحَاءُ مِنْهَا مَحَبَّةٌ

وَ البُعْدُ عَنْهَا لَا يَهُون

أَرْتَاحُ عِنْدَ خِيَامِهَا

تَرْتَاحُ عَلَى صَدْرِي تَكُون .



الهاشمي في 24/03/2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.