الأربعاء، 15 مارس 2017

نزوة شيطان بقلم مصطفى العيادي

. .... نزوة شيطان ....
دق جرس المنبه فجأة !
فتحت عيناي لأرى ما حولي ... تذكرت أنني في نفس المكان والزمان !
فتحت النافذة ، لأشتم رائحة دخان لبداية حريق زباله ، وهدوء يعم مدينتي ، وكأن سكانها هجروها من زمن ، ولم يبق فيها غيري أنا وبعض الفئران !
أشعة للشمس بدأت تتسلل على استحياء بغرفتي ، لترى ما أنا فيه من عدم اتزان ، وبقايا في أطباق مهملة ، وأوراق على الأرض وأقلام ، وكوب فارغ بجانبه زجاجة ماء ، وفنجان ...
بحثت عن فردة شبشب لي ، وجدتها أسفل حاملة للفوط لم أجد عليها فوطة لأصطحبها معي إلى الحمام ...
فوضى ... تعم المكان ...
أنا فارسها ، ولا داعي للكلام !!
فجأة ... سمعت سيارة جاري الأجرة وقد أدار محركها ، في عملية إحماء يومي كل صباح ، وصوت عال لدي جي تعلو معه أغنية لا أعرف من يغنيها ، ولا أفهم كلماتها ، ولكنها راقصة ... فأخذ جسدي يهتز طربا معها .
استمرت الأغنية واستمر الإهتزاز ، وأخذت أدور في أنحاء الشقة وكأني أرقص ، فوجدت نفسي أمام المرآة ، نظرت إلى من فيها ، هذا أنا ، وقد زال وقاري ، وأقوم بالرقص بلا خجل ... ماذا حدث لك ياااا درش !!؟
توقفت برهة ، وانا أنظر إلى نفسي في المرآة !! أتراها نزوة شيطان !!؟ ... ثم أكملت الهز الهادئ ، فوجئت ، بأن الصوت قد توقف من فترة ، وبدون أن أحس أو أشعر به ، فجلست على كرسي بجواري لأرتاح .
أخذتني أفكاري إلى دروب قديمة من زمن بعيد ، يوم كنت عازفا لآلة الكمان ، يعني موسيقار ، أعزف لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ... هييييه ... أيام !!
أخذت الحركة تدب في الشارع ، مع بداية يوم جديد ، وأصوات بائعي الخضر والفاكهة والأسماك تتتابع بنداءاتهم المتكررة !!
وبدأ ريتم الحياة الرتيبة المملة !!
تذكرت أنني أرمل وحيد بالشقة !!
ويظل سؤالي قائما ، أنتظر الإجابة ...
( مصطفى العيادي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.