الثلاثاء، 17 يناير 2017

الحلقة الثالثة من ( الفصل الاول ) ( السقوط في الوحل ) الكاتب / عاطف عبد الله

أصدقائي الأعزاء جميعا دمتم لي في المحبة اخوانا ......اليكم أقدم الآن .....
الحلقة الثالثة من ( الفصل الاول ) ( السقوط في الوحل ) من روايتي 
( رياح شيطانية ) 
( قام فرد الأمن بالاتصال من تليفون مكتب الاستقبال المنتظر به محفوظ الشرقاوي وقلبه يرفرف ويكاد يقفز من صدره حتي يري ابنه أمامه ويحتضنه من كثرة شوقه اليه ويبلغه كذلك بشوق امه الجنوني اليه وهي التي تنتظره الان في دارها بالعزبة 
يدق جرس التليفون في مكتب الدكتور حسين محفوظ فيرفع السماعة : 
- آلو ..
- أيوة يادكتور حسين ...فيه هنا في الاستقبال معايا الحاج / محفوظ الشرقاوي والد حضرتك وهو منتظر 
علت وجه الدكتور حسين علامات من الدهشة والتعجب ...سرعان ما تحولت الي اقتضابة بين حاجبيه الكثيفين ثم سأل فرد الأمن : 
-- شكله ايه يارجب ؟ 
تعجب رجب الذي أنزل سماعة التليفون من علي أذنه ونظر اليها مندهشا من سؤاله ثم أعادها ورد بسرعة : 
-- هوا رجل في الستين من عمره كثيف الشعر الأبيض وجهه طويل أسمر نحيف الجسم طويل القامة يرتدي بنطلونا فوقه بالطو من الصوف الاسود 
نظر محفوظ الي رجب فرد الامن الذي أخذ يصفه بكل دقة مندهشا دون ان يعلق ورد الدكتور حسين علي فرد الامن باقتضاب : 
--- طيب خليه قاعد عندك شوية وانا ساحضر بعد ربع ساعة 
ألقي رجب سماعة التليفون متعجبا من قوله ....فلقد تخيل الرجل ان الدكتور حسين لمجرد سماعه لخبر وجود والده سيأمره باصطحابه الي داخل المستشفي فورا حيث مكتبه ...الا أنه توجه بالكلام الي السيد محفوظ الذي كان يجلس مراقبا للمحادثة دون ان يفهم شيئا وقال له بتأثر : 
--- معلشي ياحاج محفوظ اصل الدكتور حسين مشغول شوية وبعد ربع ساعة ها يكون عند حضرتك ...تشرب ايه ؟ أجيب لك حاجة دافية علشان الجو البارد ده ؟ 
--- لا شكرا يا بني ربنا يبارك لك في صحتك ....ولا مؤاخذة يا بني هيا مواعيد المستشفي من كام لكام ؟ 
-- المستشفي شغالة أربعة وعشرين ساعة لكن علي ثلاث ورديات كل وردية ثمان ساعات الأولي من الساعة تسعة الصبح لغاية الساعة خمسة مساء ....والوردية التانية من خمسة مساء لغاية الساعة واحدة ليلا ....والوردية التالتة والأخيرة من الساعة واحدة بالليل لغاية الساعة تسعة صباحا وكل وردية ليها طاقم أطباء وممرضين وممرضات واداريين وعمال منفصل تماما عن الورديات التانية 
---- يعني مفيش أجازات عندكم خالص ؟ 
ابتسم رجب فرد الأمن قائلا : 
--- ازاي بقا ؟ ! طبعا فيه أجازات اي فرد في المستشفي مهما كان مين له اجازة اسبوعية يوم واحد وله كل شهر ثلاثة ايام ما عدا الدكاترة بتاخد اسبوع كل شهر وده نظام المستشفي معمول بحد السيف من صاحبها الدكتور الكبير قوي زهير مرزوق وهوا كمان بيطبق اللوائح علي نفسه بمنتهي الصرامة والجدية ...
هنا أطرق محفوظ الشرقاوي حزينا ....مسائلا نفسه : 
( طالما ابني حسين بياخد اجازة يوم في الاسبوع وأسبوع كل شهر طيب ليه ما بيجيش يشوفني أنا وامه الغلبانة دا احنا مشتاقين له !! ملهوفين لنور عينيه ...دا احنا عاملين زي العطشان اللي هايموت علي نقطة ماية ...زي البؤساء المنتظرين لحظة أمل ...زي الضالين اللي بيدوروا علي طريق فيه نور !!!! ليه كدة ياحسين 
تنهد تنهيدة طويلة وانكفأ برأسه وبصره يكاد يخرق الأرض شاردا في حيرة ....حتي باغته صوت ابنه .....فكاد أن يسقط بسببه من فوق كرسيه الذي ما زال جالسا عليه منذ التاسعة صباحا وهاهي تعدت العاشرة ...
- أهلا يايايا عامل ايه ؟ وازي ماما ؟ 
( ومعذرة أصدقائي واحبائي الكرام نكمل المسيرة غدا بمشيئة الله تعالي مع احداث أخري جديدة من ( رياح شيطانية ) الحلقة الرابعة 
.................................................................
تحياتي اليكم جميعا / اخيكم 
الكاتب / عاطف عبد الله 
..............................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.