الثلاثاء، 3 يناير 2017

#إيـكاروس..لَـن_يَعـودْ بقلم راضي العقابي

#إيـكاروس..لَـن_يَعـودْ
أرَقُّ مِـنَ سَـنـا الفَجـرِ
يـاشـادِنـاً ..
يُـرتِّـلُ أنغـامَـهُ مِـنَ الـسّحـرِ
فـردَوسُ العُمـرِ الـمَفقـود
يـا طُهـراً سُـبحـان الـمَعبـود
عـَرفتُـكِ ..
مَـرابِـعَ لَهـوي وَ إلهـامـي
.. فَـرحَـةَ أيـّامـي
يـا هـاجِسـاً أقـضَّ عَـليَّ مَنـامـي
يـا قَـلَقـي اﻹسطـوري ..
وَ لَظـى اﻵمـي
لَـم أبعُـد عَنـكِ طَـوعـا
فَقـد ذَويـتُ وَ أهـلي
.. ذُﻻً و َجَـوعـا
خَـلفـي ..
تَـركـتُ كُـلُّ شَـئ
أرضُ المُـقَـدَّسـاتِ وَ الـحـرائِـرْ
وَ اﻷُضـحيـاتِ وَ الـنَّـحـائِـرْ
أرضُ الـبخـورِ والـتَّمـائـِمْ
وَ الـخَيـرِ وَ الـغَنـائِـم
أرضُ الـعـُتـاةِ الظــّالـِميـن
وَ كُـلُّ جـائِـر
يَـقتِـلُ بَـسمَـةَ أطفـالِنـا
يَـغـتـالُ رِجـولَـتِنـا
يـختـارُ لَنـا حَـرَكـَتنـا ..
حَـتّـى الـمَصـائِـر
سِـقـر ٌتَعـجُّ بِصـاخـبِ الـنّيـران
تِـيـهٌ مِـنَ اﻹثـمِ والـعِـدوان

فَيـا مَـنْ أراكِ ..
وقـتَ الـشـِّتـاء
كَـ نَقـاءِ نَـدَفِ الـثَّـلـج
عَنـدَ الـصَّبـاح
أو عَـتمَـةَ الـمَسـاء
أُعـذُريـنـي ..
فـالـجَّـوعِ ﻻيَـرحَـمُ اﻷنـام
وَ قَـدْ يَـبِـسَ الـزَّرعْ
وَ جَـفَّ الـضَّـرعْ
وَ إنـوفِ أهـلِنـا ..
دُسَّـتْ فـي الـرِّغـام
وَ أنـا غَـريـبٌ هـاهُنـا
ﻻأعـرِفُ الشـَّكوى
أجـتَـرُّ أيّـامـي
بـِ الـهَجـرِ وَ الـبـَلوى
ﻻيُـدهُـشنـي العَـدمْ
لـكِـنَ قَـلبـي يُـمَـزقِـهُ اﻷلَـمْ
يَـلـوبُ فـي وَجَـعٍ يَسـودْ
وَ دَمـعُـكِ فـي الـبعيـدِ
.. وَسـَطَ الـرّعـودْ
يَـتَسـاؤلُ فـي ذهـول
لِـمَ ﻻتَـعـود !؟
يـا أنـتَ.. إيـكاروس
الطــّائِـرُ بِـأجـنِحَـةٍ ..
مُـثـَبَـتَـةً بـالـشِمـوعْ
ﻻبُـدَّ أن تَـذوب
لِـتـحصِـدَ الـخَيـبَـةَ والـدّمـوعْ
فَيـا عِـشقَـاً.. يَحـزُّ فـي خـاطِـري
ويـا صَـوتـاً.. هَـديـلـهُ كَـسحـرِ الـمَطَـرِ
يـا نَـفَسَـاً عِطـرهُ.. يُـلهِـبُ مَشـاعِـري
ويـا صـورَةً.. لَـم تُفـارِق نـاظـِري
أعـاتِـب ..
ُ القَـدرَ الـمُفـرّقِ وَ الـوجـود
فَـ العـراقُ فـي دَمـي
وَ عِـشقِـهِ جـنـون
يـا دِجـلـة.. يـا فُـرات
يـا أنـتُمـا حَـدق الـعِيـون
رُبــَّما سَـتهـون ..
لِـمَ ﻻأعـود !؟
هـيّ.. لـن تَـهـون
أُصـغـي لِـلصَـدى
فـي أغـوارِ وجـدانـي
والصَّـدى ..
يَعـبِثُ بِـالـرّوحِ الــَّتي
تـَئِـنُّ بـالـحِـرمـانِ
وَ وَجـعُ الـ ( خـَطيّـةِ* )
الــَّتي يُـردِدُهـا الجَّـميـعْ
يَـجـتَـثـُّني ..
فَـأرجَـعُ خـائِـبَـاً
لِـلتَـشَـرُّدِ وَ الصـَّقيـعْ
وَ دَمعـةٌ حَـرّى تَسـتَفِـزُّ الـخـدود
وَ نَـشـيجـاً هـادِراً ..
مـا لِسـُلطـانِـهِ حِـدود
يُمَـزِّقُـني .. ويَـردَعُـني
أنـا لَـن أعـودْ ..
أنـا لَـن أعـودْ
*ال خطية باللهجة العراقية الشعبية: البائس المسكين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.