شمس الأخلاق ....
بقلم / محمد طه عبد الفتاح
أَتَت الحُروفُ بِفَـيضِهَا نَهرًا يَتَدَفَقُ
فيها النعـيمُ و الحَدائقُ خَيرًا تُورِقُ
هي صُبْحُـنَا و مَـلاذُنا و بها نتعـلقُ
هـي نـبـع الفـضـائل أطـل بقــرآننا
أتي بها النبي و الخـلائـق تشـرقُ
بشــذى الأخــلاق أتم النبي كمالها
وأعلى بالوجود منها فيضا يُهـرَقُ
من دونـهــا عــدم الأمـان بسـاحنا
و تـسـلـق السـفـيه واد للغي مُوَثَّقُ
إن المـكارمَ لهـا مـن عـُلُـوِّ مَـنـازلٍ
تَغدُو بها القُلوبُ و العُـيـونُ تُحَـلِّـقُ
بالكون منها دَعَائِمَ الخَـيرِ تَوَثَّقَـتْ
يَصْطَلِي نَارَ الشَّرِّ قلبًا عنها يَتَفَـرَّقُ
من تَخَلي عن هَـــديِهَا بِئْسَ الفَـتَي
نخشى عليه وعـيدًا و بالنار يُحَرَّقُ
فـالــزمْ مـكـارمَ الأخلاقِ دومًا إنهـا
حـِـرْزُ الأمانِ لمن تَحَلَّى بها مُوفَّـقُ
انشُد بِسَاعِدِ الأَخــلاقِ تُرافِـقُ نبينا
نـعــم الرفـيـق في الجِـنِانِ و أَوْفَـقُ
لُــذْ بالصـبـر عـلى الـمَـكَــارِهِ إنـها
نـعــم الـرفـيـق و بها ذنوبك تُحْـلَـقُ
سابق إلى المعروف و انـشـد خـيره
فطوبي لمن إلى شِيَمِ الكرام يـسابـقُ
وابـسـط يـديـك للضعـيـف مـسـاعـدا
نـعـم الطـريق تـغـــدوا لـه و الأَرفَـقُ
عن محارمِ الناس كُفَّ أَذَاكَ مُـرَاقِـبًا
وجهً الإلهِ وعليك إن فعلت نارا يَطبِقُ
كما تَحُـــومُ بِحِــمَى المَنَازِلِ تَـرْتَضِي
هَتْكَ السُتُورِ و بِعِرْضِ النَّاسِ تُبَحْلِـقُ
يــُرَدُّ لك جُرمَكَ عَاجِلاً أو آَجِلاً أَفْعَالُكَ
ببيتك يوما و لو أن بابا عليك مُغَـلَّـقُ
فــدع المـكـاره مـن الخلقِ دوما إنها
وَبَالٌ عــليك و بالنيران وَادٍ أَعْـمَـــقُ
فبئس من حمل بين الأنام يوما مَذَلَّةً
يُشارُ إليه بالبَنَانِ و الذُّلُّ دومًا يُلْصَـقُ
فثبت أركان قـلـبـك بالفضائل مُعْــلِيـًا
فيا سَعْـدَ مـن لِدربِ الصالحينَ يَعْـشَقُ
هَذِي نَصِيحَتِي أتت إليك أرجو نَـفْعَهَا
و لَسْتُ المَعصُومَ فَأَرجُو أَكُونَ مُوَفَّـقُ
فالتّمِسْ لِيّ الأَعْـذَارَ إن اقـتَرَفـتُ ذَلَّـةً
فالعصمة دُفِنَتْ بِقَبْرِ النَّبِي فَبِهِ تَلْحَقُ
محمد طه عبد الفتاح / مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.