الجمعة، 9 سبتمبر 2016

فرصة ثانية بقلم نادية صبح

فرصة ثانية.............بقلم نادية صبح
جاءت اللحظة التى حلم بها طويلاً حُلْم اليائس من تحققها .....
الآن آن له ان يُخرج الكلمات من عُقالها بصدره بعد ان ظلت حبيسة بعدد لحظات وساعات وسنوات حبه لها ،لأنها ماكانت سوى أمنية وحلماً بعيد المنال.....
لكنها الآن اوشكت ان تصبح الحلم الممكن حتى ولو كان عسيراً......
وقف امامها بثبات وطلب منها دقائق من وقتها ليُحدثها بامر هام ، ترددت فى البداية لأنها ما اعتادت التحدث معه من قبل برغم صداقته الطويلة لأخيها ،لكنها استجابت لطلبه بمنحه فرصة للحديث برغم انعدام الرغبة لديها فى الحديث مع أياً من كان وفى اى شيء كان ......
فهى خارجة للتو من تجربة مريرة استغرقت من عمرها سنوات قضتها بين الأحزان والوحدة والشقاء الذى صبغ ايامها حتى استهلكت كل فرص الإحتمال والصبر لتختار فى النهاية التخلص من هذه الحياة التى ادمت قلبها وسفكت اجمل ايام عمرها فى نزيف متواصل من التعاسة والهوان .....
ليبدأ اولى كلماته معها بعد طول انتظار .......
هو........أعلم أن جَعْلَكِ تعيدين التفكير فى حياة جديدة أصعب من بث الحياة فى الرُفات......
أعلم أن العذاب الذى تجرعتيه لسنوات من عمرك جعلك أنقاض إنسان يتنفس بالكاد ليبدو وكأنه من الأحياء......
أعلم أنكِ إحتملتى ماتنوء به نساء الكون .....
أعلم كل هذا وأكثر وكلما علمت زدت ولهاً بكِ وإكباراً لهذا الكيان الذى سحقته الأحزان ....
كم تألمت لألمك على البعد وكم شاركتك دموعك وأنتِ لا تشعرين بقلب يذوب كمداً كلما إحتلت الأحزان مُحَيَّاكِ.......
هى .......بعد ان عقدت الدهشة لسانها للحظات ، نظرت إليه قائلة :
لم اكن اعلم بان لى مكان بقلبك ، وحتى بعد ان علمت ، ماعاد لدى ما اعطيه .......
هو......أعلم بأنك لن تغامرى بما تبقى لكِ منكِ وتضعينه بين يدين قد تُجْهِز على مابقى منكِ ، وأنك تثقين بحنان الضوارى على فرائسها ولا تثقين برجل ماحييتى !!!
أعلم كل هذا ولكن علمى هذا لم يُقنع قلبى بأن يكف عن الأمل بأنكِ لى ذات يوم وأننى الترضية العادلة لصبركِ ونبل خصالك ......
نعم أنا دواؤك من ادران ماضٍ لم يضعكِ حيث تستحقين .....
أنا من عرف من أنتِ برغم أننا ما تحادثنا بكلمة من قبل.....
أنا من تحثث أخبارك على البعد ليشقى بشقاءكِ على البعد أيضاً.....
أنا من عجز عن فهم طبيعة الإنسان الذى يمكن أن يتسبب لكِ فى العذاب والوحدة واليأس وأنتِ.....أنتِ !!!!
هى......لقد عشت مع إنسان بالإسم فقط ولكن واقعه كان ابعد مايكون عن الإنسانية ، وما عدت اظن فى نفسى كفاءة لأن اُسعد أحداً ولا حتى نفسى .....
هو ......عندما يجتمع الخلق على إكباركِ وحبكِ ....عندما تكونى كياناً من البهجة برغم إنكساراتك .... عندما تكونى اليد الحنونة لكل محزون .....عندما تكونى الروح لكل يائس ..... عندما تكونى العطاء بكل أشكاله للكون من حولك....كيف يتأتى لهذا الشقى أن يسحقك وأن يجعلك أطلال إنسان ؟؟؟؟
كيف إستطاع أن يتفرغ لتحطيمك وإذلالك ؟؟؟؟؟
كيف إستطاع أن يجمع مابين الحب والكراهية فى آن واحد ليجعلك تعيشين مع نموذج مشوه المشاعر والعقل فى حين يدعى حبه لك حتى وهو يوجه لكِ آخر خنجر ؟؟؟؟؟
هى.........أشعر باننى ساظل حبيسة ذكرياتى المؤلمة التى كان سخياً بها والتى تقُضُّ مضجعى انا لم اعد الفتاة التى كنت تعرفها ولو من بعيد ، انا اطلال امراة !!!!!!
هو.............أعلم أنك تحتاجين للنسيان عُمراً آخر فوق عمركِ .....
ولكن ماحيلتى فى قلب لم يخفق إلا لكِ وعيون لا ترى إلاكِ ......
لقد فقدتُكِ مرة ولن تتكرر ، فلن يحمل لك قلب رجل مثل مافى قلبى تجاهك من حب ......
ولتعلمى اننى لا أتعجل حبك لى ، ولو تطلب ذلك عمراً.....
لو عشت ماتبقى من عمرى فى إنتظار أن تشفى جراحك سأنتظر ....
لوبددت حياتى فى محاولة إيجاد مكان لى فى قلبك فأنا الرابح .....
فأنت ِجديرة بالحب وجديرة بالإنتظار.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.