الأربعاء، 17 أغسطس 2016

مدينة العجائب...د. محمد موسى

مدينة العجائب
بينما كنت أســير يومــاً فــي دنيا الأحلام
وجدتُ مدينة كبيرة وحواطئها كلها الوان

فتحت الباب فإذا أنا أمـــام جمال كحلــم من الأحلام
دخلتُ فرأيت أمامي طيوراً تغرد وموسيقى والحان

ورأيت بحـيرة جميلة وصافية المياه ولها شاطأن
على كل ضفة منهــا يجلس مجموعة مـــن الأنام

ذهبت الي أحــدى الضفتين فوجدتُ إثنان يضحكان
وعرفتُ أنهما حبيبان يعيشان هنا ويتمتعان بالغرام

كلماتهما ضحكات وحـب وهما معـاً دائماً يبتسمان
فرحت لما عرفت أنه مكان الحب والعشق والهيام

وذهبت الي الضغة الأخرى فوجدت إثنان ولكنهما غاضبان
لا يكلم أحدهما الأخر وعابسـان ولا الــــي بعضهما ينظران

عرفت أن هذه الضفة يجلس عليهــا الذين هم للحب يلعنان
وأقتربتُ منهما بحرص فلم أرى إلا دموع وهما يتحسران

فقلت عجباً في مدينة واحدة وحول نفس النهر يوجد نوعان
والمدينة للعاشقين ومكتوب عليهـــــا مدينة العشـق والغرام

يبدو أن الناس أصبحوا اليوم فـي الحب صنفان
صنف عرف للقلب حقـه فجعلـه للحب والحنان

وأخر إعتقد أن الحـــب لعبة للتسلية في هـذه الأيام
فعرف أنه أضاع عمـراً وعاش وهماً مـن الأوهام

ووجدَ أنه كان جهــلاً بنعمــة مــن الله المنان
فقلت الناس في الدنيا وجهة نظر وهما شتان

فخرجت من نفس الباب الذي دخلت منه منذ أيام
وقلت قبل دخلوا هـذه المدينة نتسلح أولاً بالحنان

حتى تعرف حقيقة الحــب الجميل الصادق فتسير إليه بأمان
ولا ننظر للذين لم يعرفوا من الحب إلا أنه فقط شعراً وكلام

لذلك أكتب كل يوم حتى يعرف كل من يسمى إنسان
أن الله خلق الحياة نقية فلا تجعل الحياة وهم وأوهام

وليعلم كل منا أننا في دنيا الله كما تدين تدان
لو تأكد لنا هذا عشنا الحياة بالحب لا بالكلام

ا.د/ محمد موسى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.