الأحد، 3 يوليو 2016

حين عبأت الحبر...بقلم "محمد حمودة"

جسد قصيدة
بقلم/ محمد حمودة
**
حين عبأت الحبر 
في جسد القلم
ليبطش خطه
بالصفحة الأولى
في أول البناء عمدت
أن أتجاهل أحزاني،
تلثمت، تلعثمت، تكبرت عليه.
**
قصصت من جناح
البومة ريشة
هارباً أن تفسد عيني
أنُكر بها نكهة البوربون والخوف
وأتوشح بأنغام الموسيقى الكلاسيكية
والرقص على المونامور.
**
كنت مرهقاً من بناء شيء ما
والقصيدة أكثرُ مدينة ترهقني
تُجهد يدي وتُلقي على
جسدي النحيل التعب
كأن مواكبة الرقص
على النثر، أصبحت ثملة.
**
لما تحملني قدماي آنذاك
كأن ساقي من
خيط عنكبوت
واهنة معرضة للخضوع
غير داعمة للصمود.
**
حين حَدثَّت الكلمات
بدن القصيدة عني
وزرت جسدها
على مِنيَّة البناء،
اعترفت لي بالظلم
كانت العتمة تنام
في جبرية جسدها
لتبقى قصيدتي بلا جسد
تلعق الأبجدية من
بحر مات به الحرف.
**
أنا أعترف بالذنب
ولم أستطع نفخ
الأنفاس في روحها،
لم أكن آلهةً
أو برفسور فيزيائي
لم أكن أعلم أن النرد
أقوى شغفا من السرد
وان متعة الرقم الزوجي تكن
أقوى نسبياً من البدن.
**
في أواخر حلم البناء
صرفت النظر
عن الثدي الورقي.
**
فرشتُ القصيدة بالسريالية
سحبت الروح الشاردة
وألصقت روحي بها.
**
قصيدتي، هي أنثاي
الحلم الواقف
على مجرات السماء
تُلبسني المجد.
**
أنثى معرضة للإرهاق
والشرود عن
ال ثمانية وعشرون حرفاً
وأنا بها أحيا وأنا بها لا أحيا.
**
أنثاي بها جميع الوعود
وجسدها خالدٌ للوجود.
**
سأُكفر عنها الخطيئة
وإن أبقتني
بلا وعود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.