الثلاثاء، 28 يونيو 2016

الحلقة الثالثة والعشرون من رحلة الورقة النقدية فئة العشرة جنيهات بقلم المبدع على عوض عطية

السلام عليكم 
هذه هى الحلقة الثالثة والعشرون من رحلة الورقة النقدية فئة العشرة جنيهات 
والتى تنتقل من مكان لاخر ومن جيب لجيب لتقص علينا بعض المواقف 
...............الحلقة الثالثة والعشرون ...فى الصيدلية ..........
طلب علام القهوجى قطن ومطهر ومسكن للالم ودفع ثمنها ...وكنت انا الورقة 
النقدية ضمن مادفعه ....وفرحت بجو الصيدلية حيث التكييف يلطف شدة
الحرارة ....وسمعت صوتا اجش يخاطب طبيب الصيدلية دكتور همام السعيد
وكان يتحدث بصوت منخفض ويستعطف الطبيب ...ويطلب منه حقنة 
مورفين بأى سعر ...اعتذر الطبيب وقال لابد ان نسلم روشتات الاطباء
مقابل 7 امبولات كل شهر ...احضر روشتة طبيب ...فقال طيب ارجوك يا
دكتور همام دواء كوتيفان او توسيفان او حتى برشام ابو صليبة ..تنهد الطبيب
وقال تم ايقاف انتاج هذان النوعان للسعال ...وابو صليبة لم يعد يهرب الان
نظرت انا الورقة النقدية من جانب الدرج فوجدت الشخص المدمن شاب
فى الثلاثين من عمره ....لكنه فى حالة يرثى لها ويديه تهتزان بعنف 
اخرج من جيبه كثير من الاوراق النقدية وقال ارجوك همام بيه تصرف
واعطنى شيئا ...انا سأموت ...تنهد الدكتور وقال ما رأيك لو تذهب 
للعلاج بأحد مصحات علاج الادمان حتى لو كانت خاصة ....قال 
المدمن بلا وعى ...سأفعل لكن اعطينى شيئا الان ارجوك ...قال 
الطبيب : انا عندى استكرز من عقار اسمه LCD تلصقه على جبينك
او رقبتك او صدرك ....لكن احذر لانه قد يسبب الهلوسة ...اومأ 
المدمن برأسه وأخرج ورقة صغيرة مدون فيها رقم تليفون ...وقال 
بعد ان تهدأ حالتى قليلا ...اتصل بهذا المركز الخاص ليحضروا 
الى لانى مللت من كل شىء ولم يبق امامى سوى محاولة العلاج 
او الانتحار ....قام الطبيب بعد النقود المطلوبة ثمنا للاستيكرز ...واعاد له 
الباقى ....واشار له بالجلوس فى بهو الصيدلية على كرسى منعزل بعيدا
اقترب محمود عامل الصيدلية من همام الطبيب وقال ...وما السبب 
فيما حدث له يا دكتور ..خفض الطبيب صوته وقال ...انه مهندس 
وله ورشة ميكانيكا سيارات ولكن حدثت له مشكلة عاطفية ...ضبط 
خطيبته فى سيارة احد اصدقائه ....فكان هذا رد فعله ...
جلس الدكتور همام على مكتبه بالصيدلية ..وفكر ..ان مكسبه من 
الادوية لاقيمة له ...ومعظم ارباحه من ادوات التجميل تصل 
ل60% وايضا من الاقراص والامبولات المخدرة ...وتنازع عقله
هل يفقد عميل هام لبضاعته ام يتصل بالمركز الطبى لعلاجه ...
نظر الى المدمن فى الجانب البعيد للصيدلية ...وجده يضحك 
ويبتسم ويتكلم مع نفسه ويلوح بيديه كأنه يبعد عن وجهه احدا
يخيفه ....حزن جدا دكتور همام من اجل هذا الشاب الذى 
ضاع وأضاع نفسه ....لكنه ايضا يتحمل جزء من المسئوليه 
انه من سهل له تعاطى هذه الاشياء القاتلة ..وتخيل اذا ماكان يحدث
ذلك لاحد اولاده ..وهم قد صاروا شبابا ....فى لحظة تصميم 
وارادة ...دخل الى معمل الصيدلية واحضر ظرفا صغيرا فيه
الاستيكرز المخدر ....وفتح عليه صنبور حنفية المعمل 
وافسدها جميعا ....وجاء بسرعة لمكتبه وأمسك بسماعة التليفون 
طالبا المركز الطبى الخاص لعلاج الادمان 
ابتسمت انا الورقة النقدية داخل درج المكتب وقلت هاهو ايضا 
ضمير يستيقظ ...مازال بالدنيا خير كثير 
الى هنا انتهت رحلة الورقة النقدية ....وفى انتظار المزيد 
قصة قصيرة ...على عوض عطية ...المنوفية ..مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.