من الماضي ............!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نال منه الإجهاد ، استلقي علي أريكة قريبة وراح في سبات عميق، من شدة إرهاقه راح يهذي : أحمل هذه يا محمد ، ضع تلك يا حسين ، احذر يا إبراهيم ، أماه بالله عليك لا تجهدي نفسك ، كان (علي ) يسابق الزمن لتجهيز عش الزوجية الذي طال زمنه !! وكان أصدقاؤه وجيرانه من الشباب يعاونوه في ذلك ، ولما لا فهو إنسان خلوق محبوب خدوم متدين في اعتدال !!
صوت هادر يصم آذان (علي ) وصفير ورؤي مهزوزة تأتي من بعيد ، أناس تجري هنا وهناك
ولقطات متقطعة تظهر وتختفي كأنها من فيلم قديم جدا ، اطياف أناس يبدو عليهم البؤس الواضح ، صراخ أطفال متواصل ، تتكرر هذه المناظر كثيرا ، لا يدرك كنه ما يحصل له ، فيغيب عن الوعي المحدود الذي ينتابه لدقائق مرة أخري ،استمر هذا الحال لأسابيع ، ذات يوم ، استيقظ (علي ) وهم بالنهوض حينما أبصر جمع من ذوات الرداء الأبيض يحيطون به ، وأصوات أجهزة لطالما كان يسمعها في الأفلام والمسلسلات الخاصة بمتابعة حالة القلب ، أدرك من فوره أنه في إحدي المستشفيات ولكن سبب تواجده هذا ما يجهله !! حاول أن يقف ولكنه لم يشعر بقدميه كأي إنسان عادي ، هرع الطبيب الذي كان يتابعه لإسناده حتي لا يقع من فوق السرير ! وراح في نوبة من الصراخ متسائلا : أين قدمي ؟؟ لا أشعر بقدمي !!
وفي محاولة من الطبيب لتهدئته رويدا رويدا وبعد أن هدأ ، أخبره بما حدث ، جئتنا في أحد الليالي منذ شهر تقريبا ، وقد قص علينا رجل الإسعاف الذي أحضرك ، بأن المنزل الذي كنت به تعرض لصاروخ مجهول المصدر وقد دمر بالكامل ، واستشهد كل من كانوا به ، وعثر عليك رجال الإنقاذ وأخرجوك من تحت الركام بعد أن أستطاعوا تحريرك من أسفل عامود خرساني تسبب في تهشيم قدميك ولم نستطع فعل شيء للحفاظ علي حياتك سوي بترهما ، بادره (علي ) بالسؤال عن أمه , أصدقائه ، معارفة الذين كانوا يقطنون في المنزل ،أجابه الطبيب : بكل أسف لا أستطيع اخبارك لأن المعلومات المتوفرة لدي أخبرتك بها ، لا شيء أكثر من ذلك ، غاص (علي ) في سريره واستسلم لبكاء متواصل ، بعد أيام ،لاحظ كثرة أعداد المترددين علي المستشفي من الجرحي والمصابين فأيقن أن ثمة حرب تدور رحاها في نطاق بلدته بين فئات كانت حتي وقت قريب تعيش في وئام وسلام منذ آلاف السنين !! فماذا حدث ؟؟ وما الذي أدي لهذه النزاعات بهذه الصورة المفزعة ؟ أسئلة كثيرة بدأت تطرح نفسها
الشيء الوحيد الذي أيقنه أن حلمه بالزواج والاستقرار قد أصبح من الماضي بعد أن علم أن زوجته المستقبلية في عداد الشهداء مع أمه وأصدقائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 29/6/2016م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نال منه الإجهاد ، استلقي علي أريكة قريبة وراح في سبات عميق، من شدة إرهاقه راح يهذي : أحمل هذه يا محمد ، ضع تلك يا حسين ، احذر يا إبراهيم ، أماه بالله عليك لا تجهدي نفسك ، كان (علي ) يسابق الزمن لتجهيز عش الزوجية الذي طال زمنه !! وكان أصدقاؤه وجيرانه من الشباب يعاونوه في ذلك ، ولما لا فهو إنسان خلوق محبوب خدوم متدين في اعتدال !!
صوت هادر يصم آذان (علي ) وصفير ورؤي مهزوزة تأتي من بعيد ، أناس تجري هنا وهناك
ولقطات متقطعة تظهر وتختفي كأنها من فيلم قديم جدا ، اطياف أناس يبدو عليهم البؤس الواضح ، صراخ أطفال متواصل ، تتكرر هذه المناظر كثيرا ، لا يدرك كنه ما يحصل له ، فيغيب عن الوعي المحدود الذي ينتابه لدقائق مرة أخري ،استمر هذا الحال لأسابيع ، ذات يوم ، استيقظ (علي ) وهم بالنهوض حينما أبصر جمع من ذوات الرداء الأبيض يحيطون به ، وأصوات أجهزة لطالما كان يسمعها في الأفلام والمسلسلات الخاصة بمتابعة حالة القلب ، أدرك من فوره أنه في إحدي المستشفيات ولكن سبب تواجده هذا ما يجهله !! حاول أن يقف ولكنه لم يشعر بقدميه كأي إنسان عادي ، هرع الطبيب الذي كان يتابعه لإسناده حتي لا يقع من فوق السرير ! وراح في نوبة من الصراخ متسائلا : أين قدمي ؟؟ لا أشعر بقدمي !!
وفي محاولة من الطبيب لتهدئته رويدا رويدا وبعد أن هدأ ، أخبره بما حدث ، جئتنا في أحد الليالي منذ شهر تقريبا ، وقد قص علينا رجل الإسعاف الذي أحضرك ، بأن المنزل الذي كنت به تعرض لصاروخ مجهول المصدر وقد دمر بالكامل ، واستشهد كل من كانوا به ، وعثر عليك رجال الإنقاذ وأخرجوك من تحت الركام بعد أن أستطاعوا تحريرك من أسفل عامود خرساني تسبب في تهشيم قدميك ولم نستطع فعل شيء للحفاظ علي حياتك سوي بترهما ، بادره (علي ) بالسؤال عن أمه , أصدقائه ، معارفة الذين كانوا يقطنون في المنزل ،أجابه الطبيب : بكل أسف لا أستطيع اخبارك لأن المعلومات المتوفرة لدي أخبرتك بها ، لا شيء أكثر من ذلك ، غاص (علي ) في سريره واستسلم لبكاء متواصل ، بعد أيام ،لاحظ كثرة أعداد المترددين علي المستشفي من الجرحي والمصابين فأيقن أن ثمة حرب تدور رحاها في نطاق بلدته بين فئات كانت حتي وقت قريب تعيش في وئام وسلام منذ آلاف السنين !! فماذا حدث ؟؟ وما الذي أدي لهذه النزاعات بهذه الصورة المفزعة ؟ أسئلة كثيرة بدأت تطرح نفسها
الشيء الوحيد الذي أيقنه أن حلمه بالزواج والاستقرار قد أصبح من الماضي بعد أن علم أن زوجته المستقبلية في عداد الشهداء مع أمه وأصدقائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 29/6/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.