ابنتي الجميلة لو أعطاني الله للشاعر قدري المصلح

ماذا أعطاني الزمن
وماذا أعطاني
الله
وخرائط البشر
قلت لو كان عندي مثل راشيل شوار زنبرغ
لكان عندي الآن وطن
وخبز وقهوة
ولا يهمني الجرذان والطاعون
ويهود اليهود
والنفط والتجار
والزمن
يكتُب فيه عنّي
العرب الصغار والكبار
لكن الله لم يعطيني مثل راشيل شوار زنبرغ
ليكون عندي وطن
فكل ما أعطاني إياه الله
خيمة في مخيم
واستكثر عليّ الحلم أن يكون عندي
مثل راشيل شوار زنبرغ
وكريم عليّ
ببطاقة تموين
وأخ لا يحبني
وتاريخ يتبرأ مني
ومن نفسه
في هذا الوطن
وفي هذا الزمن
فالمتسولة التي سألتني
الخبز والقهوة
ضربتني على يدي
تفتح حقيبتها
كي أرى فيها وطن
تفوح من حوله رائحة
الفحش في براغ
كوجه جديد للخبز والقهوة
وهكذا تبرأ التاريخ منّي
ومن نفسه
ولا يتبرأ إلى اليوم من راشيل
ويقر نفسه
كلما ذكرت اسم راشيل شوار زنبرغ
الاسم المقدس
يقر الزمن نفسه
ويقرني
ويصادق على البطاقة
التموين خاصتي
فأي بركة يستكثرها الله عليّ
لو أعطاني الله مثل راشيل
ابنه جميلة
تعيد إلي الخبز والقهوة
التي سرقتها راشيل شوار زنبرغ
عندما تبرأ التاريخ منّي
ومن نفسه
ماذا أعطاني الله
إلا القطع البلاستيكية
في المخيم
ومخزون البطانيات القديمة
واستكثر علىّ الحلم
أن يكون عندي ابنة
مثل راشيل شوار زنبرغ
تحجز في حقيبتها وطن
تفوح منه رائحة الخبز والقهوة
ولا نعجبها ابدا لو نزعنا العتمة
عن خاصرة الكون
فهي لا يعجبها إلا الدم
دمنا تخاف أن يأتي زمن
نسلب منها الخبز والقهوة
والوطن
فماذا أعطاني الله
وخرائط البشر
كل كل يوم تضحك عليّ راشيل
عندما تتسول منا الخبز والقهوة
وفي حقيبتها
تاريخ يتبرأ منا ومن نفسه
وذلك الوطن

الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان
للشاعر قدري المصلح
قصيدة بعنوان :
ابنتي الجميلة لو أعطاني الله للشاعر قدري المصلح

.